جميل لافي مشرف المنتدى الأسلامي
عدد المساهمات : 69 السٌّمعَة : -5 تاريخ التسجيل : 24/02/2010 العمر : 66 الموقع : عمان
| | ثقافة القوة & قوة الثقافة ... !! | |
[color=indigo]
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث ِ رحمة ً للعلمين.
مما قـــل ودل
ثقافة القوة & قوة الثقافة
مُخطئ ٌ من يظن أن الدين والعلم والثقافة والمعرفة مُنفصلة ٌ عن القوة ومكنوناتها أو أيٌ من هذه المُسميات مفصولٌ عن الآخر.فقد أخبرنا الله جل جلاله وهو الذي خلق الخلق وهو أدرى بمصالحهم بذلك ، وكما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك أيضاً ، فمن نـُصدق ... ؟؟ ومن أصدقُ من الله قيلاً ، ومن أصدقُ من الله ِ حديثاً . بل من فصل الدين عن مناحي الحياة هُم العلمانيين وتلامذة اليهود .
ولن أتي بأدلة إلا من كتاب ربي وكلام نبيي : قال تعالى : ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة 251 . وقال تعالى : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحج 40 . وقال عز من قائل : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) الأنفال 60 . وعلم نبيهُ داود (عليه السلام) صنع الدروع من الحديد فقال : (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ) الأنبياء 80 . وقد علمه الله عز وجل كيف يصنعها فقال : ( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) سبأ 11 . وقدم الله عز وجل العلم على العمل فقال ( فاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم ) محمد 19 . وقال عز من قائل : ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) الشعراء 128 + 129 . والريع : الْمَكَان الْمُرْتَفِع عِنْد جَوَادّ الطُّرُق الْمَشْهُورَة يَبْنُونَ هُنَاكَ بُنْيَانًا مُحْكَمًا هَائِلاً بَاهِرًا . وَالْمَصَانِع : الْبُرُوج الْمُشَيَّدَة وَالْبُنْيَان الْمُخَلَّد وكل مكان يُعد للتصنيع . وقال عز من قائل : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) التوبة 105 . وقد جمع الله عز وجل أسباب النصر على الأعداء في قوله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين * ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ) الأنفال (45-47) .
والأيات كثيرة وأكثر من أن تـُحصى في هذا الباب .
وعن البشير النذير (صلى الله عليه وسلم) :
*عن سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) قال : ( مر النبي (صلى الله عليه وسلم) على نفر من أسلم ينتضلون ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " ارموا بني إسماعيل ، فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع بني فلان " . قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " ما لكم لا ترمون ؟ " قالوا : كيف نرمي وأنت معهم ؛ قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " ارموا فأنا معكم كلكم ) . البخاري (الجهاد والسير) وأحمد . * وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ( أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به والممد به وقال ارموا واركبوا ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق ) سنن الترمذي . * وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على المنبر يقول : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ) رواه مسلم في الإمارة والترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد والدارمي .
* وقد حض الإسلام على الإعداد للجهاد والحض عليه : إن من الموضوعات المهمة : الإعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل والحض عليه ، وتدريب المجاهدين على الأعمال القتالية في وقت السلم : كالتدريب على الرمي ، وغيره من الوسائل الحديثة : كالدبابات ، والمدرعات ، والطائرات ، والسفن الحربية ، وغير ذلك من أنواع القوة ، التي أمر الله بها ؛ ولهذا أمر (صلى الله عليه وسلم) أصحابه في هذا الحديث تدريبا لهم وتعليما فقال : ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ) البخاري وأحمد . * وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) : (عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم ) سنن النسائي .
* قال (صلى الله عليه وسلم) : ( واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) البخاري في الجهاد والسير، و أبو داود في الجهاد. قال الإمام ابن الأثير رحمه الله : " وهذا من باب الكناية والاستعارة ، وهو حث على الجهاد ؛ لأن الإنسان يميل إلى الظل طلبا للراحة ، فقيل له : إن الجنة تحت ظلال السيوف ، فمن أرادها فليدخل تحت السيف ، بأن يحمله ويقاتل به ، ويصبر على ألم وقعه . * قال (صلى الله عليه وسلم) : ( فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) البخاري ومسلم في الجهاد والسيرو أبو داود . قال الإمام القرطبي رحمه الله : استفيد منه مع وجازته الحض على الجهاد ، والإخبار بالثواب عليه ، والحض على مقاربة العدو ، واستعمال السيوف . * سأل عطاء وعبيد بن عمير عائشة رضي الله عنها عن الهجرة ، فقالت رضي الله عنها : ( لا هجرة اليوم . . . ولكن جهاد ونية ) البخاري الجهاد والسير ، مسلم الإمارة . * ومن أبلغ الأمثلة على ضرب الأمثال قوله (صلى الله عليه وسلم) : ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ . فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) البخاري العلم و مسلم الفضائل وأحمد .
أقــــــول : وهل تقدمت الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا في الصناعة والثقافة والعلم والتكنولوجيا إلا بالقوة العسكرية ، وبفرض هيمنتها على العالم ؟؟ وهل تقدم الإسلام في كل مناحي الحياة ، من علم وثقافة وتقدم في كل العلوم إلا بعد أن تقدموا بالقوة وبسطوا ثقافتهم وقوتهم على آسيا وأوروبا وأفريقيا .. ؟؟ إذا ً القوة وثقافتها هي التي تـُغذي قوة الثقافة ، وليس الضعف والذل والمهانة ، كما حصل معنا في هذه الأيام .وهذه هي سُنة الله في خلقه .
هذا والله أعلى وأجل وأعلم . جميل لافي 21 / 12 / 2010
. | |
|