الأمور المستحبة قبل الذهاب لأداء الجمعة حتى الفراغ من الصلاة
ما هي السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص صلاة الجمعة أقصد ماذا أفعل منذ دخولي للمسجد قبل الأذان بفترة وحتى إتمام صلاة الظهر وإن أمكن بالتفصيل؟ مع جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ينبغي للمسلم العناية بأمر الجمعة وإنزالها المنزلة اللائقة بها من التأهب والاستعداد لها، فإذا اغتسل وتطيب ولبس من أحسن ثيابه أخذ في طريقه إلى المسجد في أناة ووقار وسكينة، وحرص على التبكير ما أمكنه تحصيلاً للثواب الموعود به من بكر للجمعة، فإذا دخل المسجد فأول ما يبدأ به أن يصلي ركعتين، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. رواه مسلم.
ثم يحرص على الدنو من الإمام والكون في الصف المقدم دون أن يتخطى الرقاب أو يؤذي أحداً من المسلمين. فقد حكى الترمذي عن أهل العلم أنهم كرهوا تخطي الرقاب يوم الجمعة وشددوا في ذلك، فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيت وآنيت. رواه أبو داود.
ثم يشتغل بعد ذلك بما شاء من أنواع الطاعة من صلاة أو قراءة وذكر ونحو ذلك حتى يصعد الإمام المنبر.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: المشروع لمن جاء إلى المسجد أن يصلي إلى حضور الإمام، وقد ثبت في السنة الحث على التبكير إلى صلاة الجمعة وأن من جاء في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة. وهؤلاء الذين يأتون إلى الجمعة ينبغي لهم أن يشتغلوا بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، وغير ذلك مما يقرب إلى الله عز وجل. انتهى.
فإذا صعد الإمام المنبر فرغ قلبه وذهنه للاستماع والانتفاع بالموعظة، وترك الكلام وسائر اللغو ولو بأن يقول لصاحبه أنصت، فإذا فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة قام فصلى مع الناس في خشوع وطمأنينة سائلاً الله قبول عمله، وهو بهذا على رجاء المثوبة العظيمة من الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام. رواه مسلم.
فإذا قضيت الصلاة أتى بالأذكار المشروعة دبر الصلاة ثم انصرف إلى بيته أو عمله، كما قال الله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ... {الجمعة:10}. وعليه أن يحرص على أداء السنة البعدية للجمعة وهي ركعتان أو أربع، فإن كثيراً من الناس يفرط فيها.
وننبه الأخ السائل إلى أن هذه الصلاة ليست ظهراً بل هي صلاة أخرى مستقلة هي صلاة الجمعة.
والله أعلم.
نقلا عن موقع إسلام ويب