طفلة مصابة بـ«استسقاء دماغي» لا تطلب سوى تخفيف الألم
عمان ـ الدستور ـ كوثر صوالحة
ضاقت به ليالي الصبر وهو يجد فلذة كبده التي لم تتجاوز الأشهر من عمرها تعاني من مرض لا شفاء له ولا علاج، كما أكد له الأطباء.
يقول والد الطفلة غيداء انه تعرض للطرد من المستشفيات، والسبب ان الصغيرة لا شفاء لها على الإطلاق وعليها بصغر عمرها أن تنتظر الموت وهي لا تعلم الى الآن ما هو طعم الحياة، لكنها تبتسم أحيانا وكأنها تدغدغ باقي الأمل في نفس والدها الذي تعب كما تعبت هي.
ما أصعب أن تضيق الحياة بالمحتاج، لا لطعام أو شراب أو أي من ملذات الدنيا، بل الى تخفيف ألم طفلته الصغيرة.
طرق الأب أبواب المستشفيات وهو يحمل غيداء بين يديه باحثا عن أمل في الشفاء أو التخفيف عن طفلته دون جدوى، والجواب دائما «لا أمل ولا علاج».
الحالة مشخصة كما يصفها والدها بتوسع في حجرات الرأس داخلي وخارجي. ويضيف والدها أن كافة الأطباء يؤكدون أن حالة طفلته نادرة وغريبة، وقد كانت تعاني أيضا من فتحة في الظهر تم إجراء عملية لها إلا أنها الآن تعاني من التهاب حاد في الجرح.
رأس الطفلة يأخذ في الكبر بشكل سريع، والأب فقد الأمل، لا في الشفاء، بل في تخفيف ألم من لا يستطيع التعبير عن ذلك، ويتساءل: هل عجز الطب عن تخفيف الألم فقط لا غير؟.
الأخصائيون، وبحسب تقارير الطفلة، وصفوا حالتها بأنها معروفة طبيا وتصيب نحو طفل واحد من كل ألف طفل عند الولادة، وهو قد يحدث عند الجنين أو بعد الولادة قليلا.
ويعرف استسقاء الرأس أو الدماغ بأنه تجمع زائد للسائل الدماغي الشوكي داخل البطينات الدماغية عند الطفل، ما يسبب ضغطا زائدا على بنى الدماغ وزيادة حجم رأس الطفل، أما الاستسقاء الخارجي فهو تجمع زائد للسائل الدماغي الشوكي خارج الدماغ في المسافة تحت العنكبوتية بخاصة في ما يعرف بالجبيهة والصدغية من الجمجمة.
وأشار الأخصائيون إلى أن هذا المرض يترافق بتشوهات أخرى مثل (الشوك المشقوق وتشوه في القلب وشفة الأرنب).
والأسباب بحسب الأخصائيين دائما خلقية منذ الحياة الجنينية إضافة الى الأسباب الوراثية. ومن الأسباب أيضا ما هو مكتسب بعد الولادة بسبب عوامل بيئية أو انتانية التهابية.
يكشف المرض عند الجنين في الثلث الأخير من الحمل أو لدى حديثي الولادة أو الرضع، وقد يرجع إلى إصابة الأم بفيروس معين يأتي من القوارض.
أعراض المرض تختلف من طفل إلى آخر بخاصة بين الرضع والأطفال وأهمها انتفاخ اليافوخ عند الرضع وزيادة محيط الرأس وكبر حجمه والاختلاجات ونظر الطفل بشكل دائم إلى الأسفل واضطراب الرؤية، اضافة الى التهيج والعصبية والبكاء المرتفع والشديد وضعف الرضاعة وميل الطفل الى النوم وعدم اكتراثه بما حوله وتأخر في مهارات الطفل.
ويشير الأطباء الى أن العلاج موجود لكنه يختلف من طفل الى آخر.
ويهدف العلاج لتخفيف الضغط عن الدماغ بواسطة الأدوية والجراحة أو عن طريق وضع جهاز خاص لتصريف السائل الدماغي.
التاريخ : 09-06-2012
[/color]
السبت يونيو 09, 2012 12:33 pm من طرف Jamal