رمضان رجب أبوخضره
عدد المساهمات : 1763 السٌّمعَة : -308 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 72
| | 54 موبدا للبطل ابراهيم حامد | |
54 مؤبدا لا تكفي لقهر البطل!! * ياسر الزعاترة |
|
وسط إجراءات أمنية استثنائية كأنه يتزنر بحزام ناسف وليس مقيد القدمين واليدين، حكمت محكمة عوفر الصهيونية على المجاهد البطل، قائد كتائب القسام في الضفة الغربية (إبراهيم حامد) بالسجن المؤبد 54 مرة، بعد إدانته بقتل 46 إسرائيليا وإصابة المئات بجروح.
وفي موقف عزة وكبرياء، رفض إبراهيم الوقوف أمام هيئة المحكمة، وقال إنه لا يعترف بعقدها وحكمها لأنها فاقدة الشرعية كما الاحتلال، ورفض الاعتذار وإبداء الندم، هو الذي أعجز الإسرائيليين منذ سنوات طويلة برفضه الاعتراف بأي شيء، الأمر الذي أخَّر لسنوات تقديم لائحة اتهام بحقه.
كان الصحافي الإسرائيلي “حاييم ليفنسون” قد تحدث في تقرير نشره في صحيفة “هآرتس” –حزيران 2011- عن أزمة محققي جهاز “الشاباك” مع الأسير البطل إبراهيم حامد، إذ شهد له من عرفوه بشخصيته الاستثنائية، وإن لم يخطر على بال أحد أن هذا الكاتب والمثقف، بل المفكر العميق يمكن أن يكون ذات يوم قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، والرجل الذي سيتهم بقتل أكبر عدد من الإسرائيليين في تاريخ دولة الاحتلال بعد زميله عبد الله البرغوثي (68 مؤبدا). وكان إبراهيم قد تخرج من جامعة بير زيت، ثم عمل فيها باحثا بعد عودته من الخارج خلال النصف الثاني من التسعينات، وليبدأ رحلته كقائد عسكري بعد انتفاضة الأقصى.
عودة إلى تقرير الصحافي الإسرائيلي الذي يعكس حالة العجز التي شعر بها محققو “الشاباك” أمام إرادة إبراهيم حامد (رفضوا بشدة إدراج اسمه، ومعه آخرون في صفقة شاليط)، حيث لم يتمكنوا (في حالة غير مسبوقة) بعد أكثر من خمس سنوات من الاعتقال، لم يتمكنوا من تجهيز ملف قضائي له في ظل إصراره على عدم الاعتراف بأي من التهم المنسوبة إليه، والتي حصلوا عليها من خلال تعذيب عدد من الأسرى الآخرين الذي عملوا معه. ولم يجد المحققون سوى إرساله بين حين وآخر إلى المحكمة لينفي تلك التهم، ويرفض الاعتراف بالمحكمة، بل ويرفض الوقوف أثناء دخول “قضاتها العسكريين”، الأمر الذي يزيدهم حقدا عليه.
بحسب التقرير، لم يترك المحققون وسيلة إلا واستخدموها معه؛ من التعذيب النفسي إلى الجسدي إلى العزل الانفرادي الذي لم يغادره إلا قبل أسابيع بعد إضراب الأسرى، وحيث مكث فيه منذ اعتقاله عام 2005، ولكن من دون جدوى، فالرجل بحسب وصفهم مثل الصخرة الصماء لا يستجيب لشيء.
في هذا السياق يروي الأسير (الأديب) وليد خالد قصة عن إبراهيم تتعلق بالشهر الأول من اعتقاله، فيقول “بعد أكثر من شهر على التحقيق معه، وبالتالي السماح للمحامي بمقابلته. جاء المحامي يطلب المقابلة، فقال الإسرائيليون إنه لا أحد عندنا بهذا الاسم، فثار وصاح في وجوههم، فجاءه رئيس طاقم التحقيق قائلا: ها هو إبراهيم حامد في الزنزانة، تعال أقنعه ليعترف لنا أن اسمه إبراهيم حامد!! وهكذا خرج إبراهيم من التحقيق عام 2005 دون أن يعترف لهم باسمه!! وظل بعدها في العزل الانفرادي حتى خروجه منه قبل أسابيع. لا يعرف بالطبع كيف انتهوا من إعداد لائحة الاتهام التي تشير إلى مسؤوليته عن قتل 82 إسرائيليا، وليس 54 كما انتهت إليه المحكمة.
في التقرير، يصف محققو “الشاباك” إبراهيم حامد بأنه كان مسؤولا عما أسموه “التحول الإستراتيجي” في عمل المقاومة، حيث خطط للمس بخطوط السكك الحديدية القريبة من تل أبيب، وتفجير مجمع الغاز الضخم في منطقة “بي جليلوت”، ويقولون إنه كان يدرس خطواته بدقة متناهية، وكان يقوم بتصوير نتائج التحقيق لكل خلية عسكرية تعتقل، ويتخذ الاحتياطات بناءً على ذلك، وكان يحرص على تشغيل خلايا عسكرية لا يعرف بعضها بعضا.
ينهي الصحافي الإسرائيلي تقريره بقصة يرويها له أحد محققي “الشاباك”، يقول فيها إنه في مرة كتب كلاما أثناء التحقيق لم يعجب إبراهيم، فما كان منه إلا أن التقط الورقة بفمه ومزقها بأسنانه، حيث كانت كلتا يديه مقيدتين.
يا الله، ما أروع فلسطين التي أنجبتك أيها البطل الرائع. وما أروعك أنت. أنت الذي بدأت القتال بالأفكار، ثم أبدعت في هزيمة الغزاة من خلال المقاومة، وها أنت اليوم تهزمهم بإرادة الصمود.
تعجز الكلمات أمام قامتك العالية يا سيدي. وتحني رأسها خجلا إذ تريد أن توصيك بالمزيد من الصبر والصمود، لأن مثلك هم من يمنحون شعبهم وأمتهم إرادة الصبر والصمود، ومعها الإيمان بأن ما عند الله خير وأبقى، وأنه سبحانه يوفي الصابرين “أجرهم بغير حساب”. منقول الدستور
|
| |
|