ساره صاحبة أجمل قلم
عدد المساهمات : 617 السٌّمعَة : -179 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 العمر : 31
| | قاضي الحوايج .. ألله أم الأمام ؟؟؟؟؟؟ | |
لماذا تتعطل كافة (حوائج) العراقيين في ذكرى استشهاد (قاضي الحوائج) الامام موسى الكاظم (ع)..؟! – من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء.. الله أم الامام الكاظم ؟2012-06-16 :: بقلم: أحمد الحسني ::ربما تتذكروني عندما كتبت عن الامام موسى الكاظم عليه سلام الله في ذكرى استشهاده؟ ولكثرة ما بحثت ونقبت في بطون الكتب حول شخصية الامام موسى الكاظم فقد أحببته وأدركت عظيم أخلاقه وجميل صفاته ونبل طباعه وكرم شمائله.. وبعد مقالتي الأولى بعنوان (من قتل الامام موسى الكاظم) أجدني مضطرا مرة ثانية، وهذا حق للامام في أعناقنا، للدفاع عنه والمنافحة عن سمعته وتنقية صورته بوجه من يريد تشويهها ونسج الأساطير والأكاذيب والخرافات والتلفيقات والمبالغات حولها، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
وكما ذكرت في مقالي السابق، فقد كانت نشأتي في محافظة جنوبية وسط محبي آل البيت (ولا يوجد في العالم الاسلامي من يكره آل البيت بفضل الله)، وقد تعلمت والفضل لله أولا ثم لوالدي عليه رحمة الله، أن أتسائل عن كل أمر وأناقش كل صغيرة وكبيرة، ولا أسلّم بما يعتبره الناس (بديهية) حتى أعرضها على العقل والقلب، والاسلام لايعارض العقل بل على العكس من ذلك تماما، فقد تعبدنا الله بعقولنا، والايمان كله يقوم على (التصديق) والذي مناطه ومآله العقل.. وأبسط دليل قوله تعالى (أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟ والى السماء كيف رفعت؟ والى الجبال كيف نصبت؟ والى الأرض كيف سطحت؟ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر).. كيف وكيف وكيف وكيف.. كلها اسئلة تتحدى العقل وتحفزه للتفكير ليصل الى وحدانية الخالق سبحانه وتعالى..!
وبينما تتوجه الجموع المليونية الغفيرة من أرجاء العراق صوب ضريح الامام موسى الكاظم عليه سلام الله، سائرين على أقدامهم تحت لفح الشمس الحارقة، وهم يرجون ويرتجون من هذا الامام العظيم أن يقضي حوائجهم في هذه الأيام المباركة.. تخيلوا أننا وجهنا الى الملايين السائرة صوب الامام سؤالين لا ثالث لهما : 1. من يجيب المضطر اذا دعاه ؟ 2. من يكشف السوء؟
دون شك لن يتردد أحد من الزوار الكرام بالاجابة أنه الامام موسى الكاظم، وهو المشهور لدى شيعة العراق والعالم بوصف (باب الحوائج)، وهذا هو سبب مسيرة الآلاف أو الملايين قاصدين ضريحه المبارك مشاية، اي مشيا على الأقدام، من أنحاء العراق وربما خارجه أيضا.. وأسباب الزيارة متعددة، وسامحونا نسولفها باللهجة العراقية: المره الي متجيها خلفة، والي يدور تعيين، والي تريد تتزوج وماكو نصيب، والي عليه دين، والي الدنيا ضايكه بيه، والي عنده مريض مستعصي مرضه، والي عنده أحد مسجون أو مظلوم، ووووو .. الكل تجي للامام وتطلب منه.. شكو بيها؟
ولكن تعالوا معا نقرأ الأسئلة أعلاه مرة أخرى بشكل آية قرآنية : (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض، أإله مع الله ؟) .. يعني بعبارات بسيطة جدا.. من يعتقد أن هناك أحد يجيب المضطر ويكشف السوء ويقضي حوائج الناس غير الله فكأنه اتخذ إلها مع الله.. يعني أشرك والعياذ بالله..! مينرادلها فتوى ولا إمام ولا معمم ولا مرجع ولا سيد.. آية واضحة وضوح الشمس مو؟
كثير من الناس يعتقدون أن الشرك هو مجرد السجود لأصنام، وطبعا موضوع الأصنام أصبح منقرض تقريبا، ولكن القرآن يعرف الشرك تعريف أدق وأعمق، فالمشركون قبل البعثة النبوية كانوا يؤمنون بالله، ويؤمنون بأنه هو الخالق والرازق، ولكنهم كانوا (يستعينون) بآخرين كوسطاء بينهم وبين الله، لأن يعتقدون أن ذنوبهم وآثامهم ومعاصيهم أكبر بكثير من أن يلجأون الى الله مباشرة، وأن الله سوف لن يتسلم طلباتهم بشكل مباشر الا بـ(الواسطة)، ولذلك الآية الكريمة وضعت وصفا دقيقا نراه في كل زمان ومكان (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى).
واخذوها قاعدة.. اذا أكو (واسطة) فأكو طبقة مستغلين منتفعين، والمثل العراقي يكول (رزق البزازين عالمعثرات).. في الماضي كان (رزق) النحاتين والنجارين على المشركين الي يدورون أصنام يعبدوها، ورزق الكصاصيب والرعيان على أهل النذور.. وقريش جانت قبل البعثة النبوية لاعبة بالعرب جولة، وكل ثروتها وجبروتها وقوتها مستمدة من (الواسطة) الي يقدموها للحجاج عن طريق 360 صنم ماركة مسجلة لا تقبل الغش.. مو حقهم مارادوا (ينطوها) مثل مولانا المالكي ؟.
تخيلوا ويايه اخواني وخواتي إذا الملايين من شيعة العراق يؤمنون بفد أسطورة وخرافة تقول (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، أو تقول (واذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعي اذا دعاني).. يعني اذا شخص أو شخصة راد فد حاجة من رب العالمين فيرفع ايده ويدعي وين مجان وشوكت مجان، الصبح الظهر العصر بالليل قبل الأكل وره الأكل ميفرق كله واصل..! ها واذا دعيت أكو ضمان أصلي جاي من الشركة أنه كل دعوة مستجابة متقبل غلط، بلا قيد أو شرط..! اذا فعلا آمنوا بهذي (الأسطورة) تخيلوا شراح يصير بالعمايم والحوزات والرواديد والروزخونية والسادة واللطامة والكيشوانية وقادة المواكب وطباخي الهريسة والشعراء الشعبيين (اللوكية)؟ أكيد يروحون بالزلك.. لذلك همه حيل فاهمين الشغلة ومن 1000 سنة وجاي (ما ينطوها).. وبدلا من توعية ربعنا مذهب آل البيت أن الله لايحتاج الى واسطة، ولا عمامة، ولا سيد، ولا ضريح، ولا هريسة، لكي يستجيب الدعاء ويقضي الحوائج.. فمعممينا على العكس من ذلك تماما، اختلقوا ولفقوا وروجوا زورا وكذبا أحاديث وروايات واساطير أخاف الجماهير الشيعية فد يوم تلجأ الى الله مباشرة، وتتخلى عن (الواسطات)..!
سيقول لنا فقهاء أو متفيقهون أن موضوع (الزيارة) لايعدو أن يكون دعاءا من الله وتوسلا اليه بحضرة الصالحين ليقربونا الى الله زلفى.. ولكننا نرى مواعظ الواعظين ودروس المعممين في موضوع (موسى الكاظم) خرافات وخزعبلات وضحكا على عقول الناس لايصدقه عقل.. فمثلا يقص أحد المعممين على جمهور كبير من الشيعة كيف أن أسدا في الغابة توقف عن قدمي الامام موسى الكاظم وهمس في أذنيه، ثم همس الامام في أذني الأسد.. وقال لأصحابه: هذا الأسد طلب مني أن أدعو الله أن ييسر على زوجته (اللبوة) التي كانت تعاني في المخاض، فهمست في أذنه أبشر فقد ولدت زوجتك ليثا..! وهنا تعالت أصوات الحشود المستعمة (اللهم صلي على محمد وآله)..! ما هذا الهراء والسخف الذي يلفق بحق الامام موسى الكاظم..؟؟ وهل يريد هذا المعمم أن يقنعنا أنه حتى حيوانات الغابة – وهي الطائعة لأمر الله والعابدة له بفطرتها – بدأت تستنجد بالمخلوق بدلا من الخالق؟ ثم يقول هذا الشيخ بعدها: هذه القصة لا شيء، ولو رويت غيرها لفر حتى المصور من شدة استنكارها..!
أما الشعراء والرواديد فهذه فرصتهم الثمينة ليتفننوا في تضليل الناس وإبعادهم عن الحق وتشويه صورة الامام الكاظم من أجل أن يفوزوا بتسجيلات حصرية يأكلون أموالها سحتا، إقرءوا معي هذه الأبيات الشعبية المشهورة:
يا قاضي الحوائج لليسائلها ... عليك أعرض مسائل وأنتظر حلها يا كاظم الغيظ ويا حليف الجود... ويا آية الباري وحجة المعبود غيرك بالشدايد مالنه مقصود...
لا أدري ماذا بقي لله عز وجل اذا كانت كل هذه الطلبات موجهة لعبده الامام موسى بن جعفر؟؟ فهل تخلى الله عن عباده وأوكل استجابة الدعاء الى أصحاب المقابر؟ حاشا لله وتعالى عما يقولون علوا كبيرا..!
أعتذر شوية طولت عليكم بالسوالف، هسه نرجع لسالفة (قاضي الحوائج).. وسامحوني عندي كم سؤال تحملوني شوية:
1. هل تعلمون كم ألف شخص بالعراق تضررت (حاجته) بدلا من أن (تقضى) بمناسبة وفاة الامام موسى الكاظم؟ 2. هل تعلمون كم ألف شخص مسجونين (من قبل الخليفة العباسي نوري المالكي) تأجل موعد عرضهم على القاضي، أو إطلاق سراحهم، أقل شي فد شهر، بسبب (زيارة قاضي الحوائج)؟ 3. هل تعلمون كم مريض تأجل موعد عمليته أو عرضه على الطبيب الأخصائي رغم وضعه الطارئ بسبب الزيارة؟ 4. هل تعلمون كم مليون دولار الشعب بأمس الحجة لها خسرها العراق بسبب توقف الدولة بأكملها لمدة أسبوع؟ 5. هل تعلمون كم مسافر في أمر هام تعطلت سفرته، وتخربطت رحلته، بسبب الزيارة؟ 6. هل تعلمون كم مشروع هائل قيد الانجاز توقف عن العمل وراح يكلفنا ملايين الدولارات (ولو هي مسروقة على كل حال وتروح فدوة للامام)؟ 7. هل تعلمون أن كافة التحويلات من العراق واليه (فد كذا مليون) توقفت أسبوع كامل رغم الحاجة الماسة لكثير من العراقيين لتحويل كانوا ينتظرونه..؟! 8. هل تعلمون كم الف شخص سوف يتعرضون الى ضربة شمس أو جفاف أو تردي في حالتهم الصحية بسبب معتقد (المشي) الى الامام؟ 9. هل تعلمون كم خسر العراق بتحشيد نصف مليون بين شرطة وجيش واستخبارات ومخابرات وقوات تدخل سريع وقيادة عمليات بغداد والمحافظات، وتفتيش وسيطرات وتقييد حركة العجلات والكل بالانذار عبالك داخلين حرب التحرير..!
بأي حق نستعمل اسم الامام موسى الكاظم ونرفع شعار الزيارة لنتسبب بكل هذه المشاكل، ليس لأنفسنا فحسب (والله قد حرم إيذاء النفس)، وإنما لوطن بأجمعه؟ ولو كنا حقا نؤمن بمبدأ وشعار (قضاء الحوائج) أما كان حريا بنا نحن شيعة أهل البيت ورافعي لواء المذهب أن يكون هذا الأسبوع هو اسبوع قضاء حوائج الناس من حولنا؟ هل فكرت كيف يمكن لك أن تقتدي بإمامك (الكاظم) في كظمك للغيظ، وعفوك عن الناس؟؟ هل فكرت أن تسعى في هذا الأسبوع لفك الدين عن المدينين، وإغاثة الملهوفين، وقضاء حاجة المحتاجين؟
إن إحدى أهم محاور قضية الامام موسى بن جعفر هي إلقاؤه في السجن ظلما بوشاية الواشين الماكرين من برامكة بني فارس.. فهل فكرت أخي الشيعي أن تنذر هذا الأسبوع للدفاع عن آلاف المعتقلين ظلما في سجون السلطان (المالكي) بوشاية المخبر السري عليه من الله كل لعنة؟؟ هل فكرنا أن نخرج (مشاية) لنطوق وبأعداد هائلة سجونا يقبع خلف قضبانها أبرياء معذبون كموسى الكاظم؟؟ أو نصرخ رافضين لما يقع علينا من ظلم وتجبر وطغيان؟؟ ولو بعث الامام موسى الكاظم بيننا هذا اليوم فهل سيقودنا الى ضريحه لنذر النذور وطلب (المراد)، أم أنه كان سيقودنا في الاتجاه الآخر صوب المنطقة الخضراء لاسقاط برامكة بني فارس؟؟
أما آن الأوان أن نحطم أصنام العمائم والمرجعيات وسدنة المعبد ونتوجه الى الله الواحد الأحد؟ أما آن الأوان أن نفقه حياة أئمة آل البيت ونقتدي بأخلاقهم الفاضلة وسيرتهم العطرة، بدلا من نسير عميانا في كل عام يقودنا كهنة طامعون وحكام منافقون في ممارسات خرقاء تنافي أبجديات الاسلام وأخلاق أهل بيت النبوة؟
وأخيرا.. تسائلت كما عودني أبي دوما.. إن كان موسى بن جعفر عليه سلام الله حقا كما يصفه المعممون قادرا على قضاء حوائج الناس، بل والحيوانات أيضا حسب محاضرة الشيخ أعلاه، فلماذا ياترى لم يخرج نفسه من سجن هارون الرشيد بمعجزة؟ وهل يعقل أنه فضل أن يموت مسموما في السجن على أن يكون حرا طليقا يبلغ دعوة جده رسول الله صلى الله عليه وآله؟ سيقولون لنا إرادة الله فوق إرادة البشر وفوق إرادة موسى بن جعفر.. وهذا هو جوهر الموضوع، فـ (قاضي الحوائج) هو الله وحده لا شريك له.. وكلنا عبيد الله.. فلنتوجه له لأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، ولو أن أهل الأرض أولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بما كتب الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأزيدكم من الشعر بيتا.. هل تعلمون أن هذه المناسبات التي يسمونها (دينية) توفر ارضية خصبة لآلاف الشباب والفتيات لاقامة علاقات غير شرعية تحت لافتة زيارة الامام؟؟.. ويمكن لأي منكم أن يقوم بتجربة بسيطة للغاية لمعرفة حجم هذه الكارثة اللاأخلاقية.. توجه الى حشود زوار وافتح بلوتوث موبايلك، سوف لن تمضي دقائق قبل أن يتوقف موبايلك عن العمل لكثرة طلبات فتح البلوتوث التي ستصلك من كل حدب وصوب، وجميع الشباب (والفتيات) يتقنون كيفية التعارف من خلال رسائل البلوتوث، وقد سألت مرة زميلا لي : كيف تعرف إن كانت هذه الدعوة من ولد أو بنت؟ فقال لي: (مو مشكلة بعدين يتفاهمون..!).. ولكي أكون منصفا فهذا الأمر شائع أيضا في الموالد النبوية التي يحييها السنة والتي أصبحت مؤخرا احتفالات مقرفة تتنافس فيها شخصيات وأحزاب لأهداف دنيوية رخيصة.. وحاشا لرسول الله وآل بيته أن تستعمل ذكراهم لمثل هذه الغايات..!
وأخيرا، وبعد أن تنتهي هذه التقاليد والطقوس ويعود الجميع الى ديارهم وأعمالهم سالمين غانمين، سوف نكتشف - كما هو الحال في كل عام - أنه لا حاجة انقضت، ولا مصيبة خفت، ولا مريض شفي، ولا دينا قضي، ولا احتلالا رحل، ولا سارقا حوسب وعوقب، ولا عميلا طرد وحوكم، ولا مالكيا انقلع وانشلع.. فرسالة الاسلام الحق لا تقوم على خرافات وأساطير نخدر بها شعوبنا لترضى بكل سارق وعميل، طالما سمح لهم بـ(زيارة الامام)، إنما تقوم على مبدأ أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن من رأى منكم منكرا فليغيره..! وهكذا كانت سيرة النبي وأصحابه وآل بيته ومن سار على نهجهم المبارك..! | |
|
الإثنين يوليو 23, 2012 5:03 pm من طرف abu khadra