بقلم كتاب: كيف طرد الفلسطينيون؟!
الدوايمـة :
الإسرائيليون تعمدوا الاعتداء على أعراض النساء, فقد تبجح أحد الجنود الصهاينة بأنه اغتصب امرأة قبل إطلاق النار عليها وقتلها. وامرأة عربية أخرى مع طفلها المولود حديثاً أجبرت على تنظيف المكان لأيام معدودة, ومن ثم أطلقوا النار عليها وعلى طفلها. فالمحارب الإسرائيلي القديم والذي استيقظ ضميره على الوخز وكشف عن هذه الأحداث, شدد على: «أن مرتكبيها هم «قادة مثقفون ومؤدبون» بشكل حسن, ومن الذين جرى اعتبارهم أناساً «طيبين» لقد تحولوا إلى «مجرمين حقيرين», وهذا لن يحصل في معمعان المعركة بل كأسلوب للطرد والإبادة. فكلما قل عدد العرب الباقين, كان ذلك من الأفضل».
وعند انتهاء الهجوم على الجبهة الجنوبية, طلبت الأمم المتحدة من الإسرائيليين السماح لفريق من المراقبين بزيارة الدوايمة, من أجل تحقيق بشأن الاتهامات المصرية القائلة: (إن مذبحة قد ارتكبت هناك). وبعد أن قوبلت بالرفض ثلاث طلبات سابقة, سمح الإسرائيليون أخيراً في (
من تشرين الثاني (نوفمبر) لكل من الكولونيل «سور» وضابط الصف «فان فاسن هوفي» بزيارة القرية.
ولدى سيرهما مشياً على الأقدام عبر البلدة رأى البلجيكي «فان فاسن هوفي» أن الدخان ما زال يتصاعد من منازل عدة. ولاحظ الضابط البلجيكي أن بعض هذه المنازل «خرجت منها رائحة غريبة, وكان بداخلها عظام تحترق». وعندما سأل عن منزل على وشك النسف والتفجير. سمع فان فاسن هوفي الجواب التالي: «المنزل يضم حشرات طفيلية وسامة ولذلك سنقوم بنسفه».
وطلب فريق الأمم المتحدة رؤية المسجد في قرية الدوايمة, لكن ضابطاً إسرائيلياً أجابهم بقوله: «نحن لا ندخل أبداً إلى المسجد لأن هذا لا يجوز, وعلينا مراعاة التقاليد في مثل هذه الأمور». ولكن عندما تسنى لموظفي الأمم المتحدة إلقاء نظرة إلى داخل المسجد, وجدوا عدداً لا بأس به من الجنود اليهود في المكان المقدس, مما بدا بوضوح أنه قد تدنس.
وأراد «فان هوفي» ومرافقه «سور» رؤية الجانب الآخر من القرية, حيث اشتبها بوجود المزيد من الأدلة الإجرامية, فلم يسمح الإسرائيليون لفريق الأمم المتحدة بالذهاب إلى هناك؛ لأنهم زعموا أن المنطقة مزروعة بالألغام, ولكن فان فاسن هوفي أردف قائلاً: «لم ألحظ أي مكان حيث قد توجد ألغام أو حيث تكون الألغام قد زرعت». ولاحظ أيضاً بأن الطريق التي زعم الإسرائيليون أن العرب زرعوها بالألغام كانت مواجهة للخطوط الغربية, وهذا ليس ذلك الجانب من القرية حيث يمكن زرع الألغام.
وحين استفسر «سور» و«فاسن هوفي» عن إخلاء القرية من قبل أهاليها, قيل لهما: إن السكان بأجمعهم قد هربوا لدى مغادرة القوات العربية المنطقة. وأنكر الإسرائيليون أنهم قد استعملوا القوة لطرد القرويين, لكنهم اضطربوا بشدة عندما عثر مراقب الأمم المتحدة على جثة لواحد من المدنيين العرب, ورفضوا السماح لكل من «سور» و«فاسن هوفي» بفحصها. وبرغم الموقف العدائي من جانب الإسرائيليين, فإن فريق الأمم المتحدة لم يساوره أدنى شك بشأن ما حدث فعلاً في الدوايمة.
(( نقلاُ عن المجموعه 194))