قراءة فى الصحافة الاسرائيلية - الأربعاء 14/4/2010
التاريخ: 2010-04-15 00:31:55
مركز الأسرى للدراسات
صحف عبرية
----------------------------------------------------
حق الطرد - تستعمل اسرائيل نظام رخص خاصا يتيح لكبار القادة الاسرائيليين وصغارهم أن يطردوا من شاؤوا متى شاؤوا من سكان الضفة وغيرها من المناطق الفلسطينية
هآرتس
بقلم: عميرة هاس
عندما وقع غادي شمني، بكونه قائد قوات الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة، قبل 6 أشهر على نص يظهر فيه الجذر ط.ر.د 10 مرات، لم يفحص هو ورجال قانون الجيش الاسرائيلي المجهولون الذين صاغوا أمر منع التسلل (القانون رقم 2) في أي اسبوع يقع سريان مفعوله. في اسبوع الايام الفظيعة في نيسان.
مع نشر معاني الأمر واستعداد منظمات حقوق الانسان والساحة السياسية الفلسطينية لمكافحته، طلبت مصادر أمنية التهدئة. فقالت لا جديد فيها. فقد مكن القانون (العسكري) دائما من طرد ماكثين غير شرعيين. بل على العكس يرمي كله الى تحسين خدمة المطرود بالتمكين من اجراء رقابة قانونية. أرسل مركز "حماية الفرد" في الخامس والعشرين من آذار رسالة الى قائد منطقة المركز آفي مزرحاي، تحذر من خطر الأمر. اذا لم يكن فيه جديد فلماذا لم يجهد الجهاز العسكري نفسه بأن يرسل الى قانوني المركز توضيحات قبل النشر الصحفي؟
تتناول تهدئة الجيش الاسرائيلي أمرا مصاحبا يبشر باقامة لجنة عسكرية – قانونية للفحص عن اجراء الطرد. تتجاهل التهديئات الامر الرئيس والتغييرات السيئة المتراكمة، التي قامت بها السلطة الاسرائيلية فيما يتعلق بحقوق التنقل والسكن واقامة الفلسطينيين. بأي حق؟ بحق كونها سلطة عسكرية فوق كل شيء. اللغة الغامضة في الأمر مع تلك التغييرات التدريجية تقرع مثل آلاف أجراس التحذير. لا يختبىء وراء الغموض مجرد فهاهة.
يوسع الأمر رقم 1650 تعريف المتسلل والمخالف للقانون كي يشتمل من الفور على الفئات السكانية الآتية: الفلسطينيين (وذرياتهم) الذين جعلتهم اسرائيل منذ 1967 يفقدون مكانة كونهم سكانا، وفلسطينيين من مواليد قطاع غزة (أو ابنائهم) ومواطنين أجانب. الكثير من العصافير بضربة واحدة. اولئك الموجودون في الضفة واولئك الذين ينوون تنفيذ جناية والتسلل اليها.
وأهداف ذلك: تحديد مقدار السكان الفلسطينيين في الضفة؛ واستكمال فصل سكان غزة من المجتمع الفلسطيني في الضفة (خلافا لما ورد في اتفاقات اوسلو)، وتحذير مواطنين أجانب يشاركون في نشاط شعبي مقاوم للاحتلال (بدهم من الجيش الاسرائيلي لرام الله بحثا عن أجانب).
لكن يوجد في الأمر ايضا احتمال زيادة مجموعات "متسللة" على التعريف.
كلمة السر الجديدة في الأمر المعدل هي "إذن"، التي يعتبر الشخص بغيرها متسللا. في العشرين سنة الأخيرة استعملت اسرائيل نظاما معقدا لرخص التنقل والمكث لسكان الضفة والقطاع الفلسطينيين. الاذن معناه الحظر. كلما تقدمت مسيرة السلام، وكلما أكثر الساسة الاسرائيليون الحديث عن حل الدولتين أخذ يتشعب نظام حظر الحركة بين الضفة وقطاع غزة ونظام تحديد المكث والتنقل في مناطق ما في الضفة.
توجد أوامر حظر استعملت في أوقات الطوارىء وعلقت. لكن بقي على حاله مثلا حظر البقاء بغير إذن في منطقة بين جدار الفصل والخط الاخضر حتى لو كان بيتك وأرضك هناك. ولا يحل أن ننسى أن الرخص بالتعريف تعطى بحسب القانون. عندما نأخذ في الحسبان سياسة اسرائيل الحثيثة لفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية، من الممكن جدا أن يجدد الحظر العسكري على سكان شرقي القدس أن يدخلوا مناطق السلطة الفلسطينية بغير رخصة.
لقائد المنطقة الحق، كمن يسيطر بقوة السلاح والقهر العسكري، في ايجاد رخص جديدة. ويلمح الأمر الى الامكان غير النظري أن توجد رخص/حظر جديد، يدخلان أناسا آخرين في فئة المتسللين.
أهذا غير ممكن؟ أهو خيالي؟ إن الخيالي حدث لسكان قطاع غزة. فمنذ كانون الثاني 1991 استعملت اسرائيل تحديدا لحقهم في السفر والدراسة والعيش في الضفة الغربية حتى أصبحوا ماكثين غير قانونيين على حسب تعريف رسمي، حتى انه يلزم القلة بينهم الذين يسمح لهم بالخروج من القطاع منذ 2007 ان يكونوا ذوي إذن بقاء في الضفة.
أصبح نظام الرخص – الذي يبتدع دائما أنواعا جديدة – علامة رئيسة للسلطة العسكرية الاسرائيلية. فهو يمنح قادة صغارا وكبارا الحق المخول لحكام مطلقين أو طغاة عسكريين أن يقرروا هل يدرس الناس، وأين يعملون ويسكنون ويتنزهون بل من يتزوجون. والأمر الجديد يوسع أيضا حق الحاكم في الطرد.
العودة الى غزة
هآرتس
بقلم: تسفي بارئيل
يصدر عن غزة مرة اخرى همس ما يزال مبلغ صدقه غير واضح عن أنه أخذت تحاك صفقة شاملة ستوقع حماس وفتح في اطارها على اتفاق مصالحة، وسيطلق جلعاد ويفتح من جديد معبر رفح والمعابر من اسرائيل. ما الذي جد هذه المرة؟ تقول مصادر في غزة إن حاكم قطر مشغول منذ نحو من اسبوعين في صوغ الصفقة، وان مصر لم توافق فقط على أن تكون قطر شريكة بل وافقت ايضا على "تفسير من جديد" لوثيقة الاتفاقات بين حماس وفتح التي صاغها عمر سليمان قبل عدة أشهر ووقع عليها محمود عباس.
وتقول تلك المصادر ايضا ان استعداد مصر لزيادة مرونة مواقفها فيما يتعلق بالوثيقة، بعد أن عارضت في الماضي كل تغيير فيها، ينبع من خوف تدهور الأمور في غزة، ومن أن حماس قد تفقد سيطرتها على سائر المنظمات التي بدأت تطلق الصواريخ على اسرائيل.
يرى المصريون أن فقدان السيطرة قد ينشب معركة عسكرية جديدة في غزة وينشىء ضغطا زائدا عليهم لفتح المعابر. أبلغ في الاسبوع الماضي في مصر بأن الرئيس حسني مبارك نقل رسالة الى بنيامين نتنياهو فصل فيها جهود دولته لاطلاق شليت وطلب الى اسرائيل أن تظهر هي أيضا المرونة، في شأن الصفقة بين فتح وحماس وفي شأن الأسرى الذين ترفض اطلاقهم. في الآن نفسه تواصل غزة استقبال ممثلين كبار لفتح، وبعد زيارة نبيل شعث أتى القطاع سفيان أبو زايدة الذي هاجمه نشطاء حماس في 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع، ولم يزره منذ نحو من ثلاث سنين.
إن أبا زايد، الذي قضى 12 سنة في السجن الاسرائيلي وهو معروف في مقابلة ذلك بعلاقاته الجيدة باسرائيليين، أتى لزيارة غزة اسبوعا وقد أعلن بأن "الوضع في القطاع لا يطاق" وأنه يؤسفه أن يرى الى أين تدهورت الأمور، وبين أنه يعمل في تقديم المصالحة بين فتح وحماس. ما يزال محمود عباس صلبا في رأيه أن كل بحث جديد للمصالحة بين الحركتين مشروط بتوقيع حماس على اتفاق المصالحة، لكن عندما يكون مطروحا في جدول العمل اعلان دولة مستقلة يعمل من أجلها رئيس الحكومة سلام فياض وعندما يقترب أجل الانتخابات الذي سمي في الوثيقة في حزيران 2010، فقد يوافق هو أيضا على زيادة موقفه مرونة. كان يمكن أن نعلم بالضغوط الداخلية في غزة والخوف من فقدان حماس للسيطرة من الوثيقة التي نشرتها وكالة الانباء الفلسطينية "فراس" التي تصف تراسلا بين قيادة "كتائب الناصر صلاح الدين" وهي جسم صغير فصل نفسه من لجان المقاومة الشعبية، وبين خالد مشعل. تحث المنظمة مشعلا في الرسالة على أن يصرف قائد اللجان زكريا دغمش الذي "سرق المنظمة ودمرها من أجل مصالحه الشخصية" بحسب الرسالة، عن عمله.
كتب كتاب الرسالة أنهم يتوجهون الى مشعل من طريق وسائل الاعلام بعد أن فشلت محاولاتهم لمصالحة دغمش بتوسط قادة حماس في القطاع. ويزعم الكتاب من جملة ما يزعمون قائلين "ليست عندنا أي وسيلة لمواجهة الاحتلال لان أبا قاسم (دغمش) حظر علينا أن نطلق ولو طلقة واحدة على العدو الصهيوني منذ سنة، وهو يجمع منا الأسلحة ويهدد باغلاق الذراع العسكرية للجان. في اثناء عملية "الرصاص المصبوب" جلسنا في بيوتنا كالنساء ولم نستعمل المقاومة، وسمعنا الآن أن أبا القاسم يطلب منكم مالا بسبب اضرار الحرب في غزة".
يقول كتاب الرسالة أيضا إن دغمشا يتلقى من قيادة حماس ثلاثين ألف دولار كل شهر، وأنه يقرر وحده فيمن يقسمها. كذلك حصل دغمش على مبلغ نصف مليون دولار ولا يعلم أحد أين مضى هذا المال. وزعم الكتاب أن جريمة دغمش الأخرى هي نقل معلومات للمصريين عما يحدث في حماس في حين ينوي الخروج من غزة وأن يسكن سورية لأنه يزعم أنه يجب عليه أن يوجد قرب القادة، وباختصار تبلغ قيادة هذه الفصيلة حماس أنها لم تعد تستطيع العمل مع دغمش.
بالمناسبة، أقام قريب زكريا دغمش، ممتاز دغمش في غزة ما يسمى "جيش الاسلام" الذي يقيم كما يبدو علاقات بمنظمة القاعدة. كان ممتاز دغمش في الماضي من رجال قوات الأمن الوقائي لمحمد دحلان. يوجد بين أبناء العائلتين، اللتين تدير كل واحدة منهما منظمة مسلحة تخصها، يوجد نزاع عميق يطير أحيانا صواريخ نحو اسرائيل أيضا.
كيف حال مبارك
يتوقع ان يعود مبارك هذا الاسبوع الى طاولة عمله بعد فترة استشفاء في شرق الشيخ، وفي مصر يتوقعون "تحولات". يتحدث عدد من التقديرات عن أن مباركا سيعين لنفسه نائبا، ويجري تغييرات واسعة في الحكومة ويبدأ حملة لتقييد الصحف وتوسيع "الوعي الوطني".
على حسب أحد التقارير، اهتز مبارك لاستطلاع تم في مصر فحواه أن أكثر من 80 في المائة من الشبان يريدون العيش خارج مصر ولهذا ينوي تغيير البرنامج الدراسي وأن يحرص على أن تعرض التقارير في وسائل الاعلام المصرية "جانب الحياة الايجابي" لا الاخفاقات.
لكن يبدو أنه اذا عزم مبارك على "اصلاح" ما، فسيكون موجها لمواجهة الشعبية التي يجمعها محمد البرادعي الذي ما زال يعقد اجتماعات ولقاءات مع أحزاب المعارضة، ويظهر في أحياء فقيرة لتوسيع دائرة معرفة الجمهور به. وقد يقرر مبارك في خطوة مضادة تعجيل الانتخابات الرئاسية لمنع المعارضة أن تنظم نفسها كما ينبغي.
تحذير اختطاف.. "اخرجوا من سيناء فورا"، بلغت اسرائيل المستجمين..
يديعوت
ايتمار آيخنر وآخرين:
كل من اعتقد انه يعرف اشخاصا يتشمسون على الشاطىء في سيناء حاول أمس ان يتصل بأحد معارفه والمتنزهون الذين اعتزموا الحدود الى شبه جزيرة سيناء توقفوا وعادوا ادراجهم. هذه المرة كان التحذير جديا وخطيرا على نحو خاص. فحسب معلومات استخبارية، فان خلية تتجول الان في سيناء تحاول اختطاف اسرائيليين.
أمس في ساعات ما بعد الظهر نشرت قيادة مكافحة الارهاب تحذيرا عاجلا للمتنزهين الاسرائيليين يقول: "حسب معلومات استخبارية ملموسة من المتوقع عملية ارهابية فورية لاختطاف اسرائيلي في سيناء. قيادة مكافحة الارهاب تدعو كل الاسرائيليين المتواجدين في سيناء الى مغادرة المكان فورا والعودة الى البلاد. عائلات الاسرائيليين الذين يتواجدون في سيناء من الصعب الاتصال بها ونقل المعلومات اليها".
في الجانب المصري يروون بان الشائعات عن أن اسرائيليا اختطف في شبه الجزيرة، والتي جرت هي الاخطارات، بدأت بعد أن بلغ متنزه اسرائيلي بانه رأى أحدا ما يدخل بالقوة شخصا الى سيارة. وعلى مدى النهار بقيت كل المحافل ذات الصلة صامتة ورفضت التعقيب على الشائعات، الا أن أمس قدرت محافل الامن بانه لم يختطف أي اسرائيلي.
في جهاز الامن اجتمعوا أمس للتشاور. ويقدرون هناك بانه يوجد على ما يبدو شبكة تنظيم فورية لاختطاف اسرائيليين. وقال أمس رئيس قيادة مكافحة الارهاب العميد احتياط نيتسان نوريئيل: "اننا نعرف بانه توجد خلية حددت هدفا وتريد اختطاف اسرائيلي ونقله الى غزة. نحن لا نعرف في أي منطقة في سيناء، ولكن المنطقة المفضلة هي على طول الشواطىء". وفي اعقاب ذلك تقرر في ساعات المساء المبكرة نشر التحذير، الذي كان بلهجة حادة للغاية بل وغير مسبوقة.
نحن الان نحاول تشويش الاخطارات الاستخبارية ونعتقد بان تحذيرنا يمكن ان يساعد على التشويش"، قال أمس لـ "يديعوت احرونوت" نوريئيل. "الخطر فوري. واحذر هؤلاء الاسرائيليين. يدور الحديث عن معلومات موثوقة. خسارة أن تصلوا الى غزة عبر سيناء".
في قيادة مكافحة الارهاب خشوا من ألا تصل المعلومة الى مئات الاسرائيليين المتواجدين في سيناء لان معظمهم يقضون في أكواخ منعزلة على شواطىء البحر، دون وسائل اتصال. وفي القيادة فكروا أمس بامكانية أن يدخلوا الى سيناء – بالتنسيق مع المصريين – ممثلين اسرائيليين يتنقلون بين الشواطىء في محاولة للعثور على الاسرائيليين ومناشدتهم العودة الى البلاد. غير أن هذه الامكانية استبعدت وبدلا من ذلك تقرر دعوة العائلات الاسرائيلية التي يتواجد اعزاؤها في سيناء العثور عليهم بانفسهم.
بالنسبة للشائعة عن اختطاف اسرائيل قال نوريئيل: "ليس بسيطا دحضها إذ لا يوجد مع من يمكن الحديث ومع من يمكن الفحص. نحن لا نسيطر على الاسماء وعلى كمية الاشخاص المتواجدين هناك، وعليه فان الفحص او دعوة الشائعة يستغرق وقتا".
في قيادة المخابرات المصرية في القاهرة اشتعلت أمس الاضواء حتى الساعات المتأخرة من الليل. اختطاف اسرائيلي – جندي او مواطن – هو وجع رأس هائل لمحافل الامن المصرية، وضربة لفرع السياحة في سيناء. وعقدت محافل أمن اسرائيلية اتصالا مع نظرائها المصريين ونقلت لهم المعلومات المتوفرة لدى اسرائيل. وتعاطى المصريون مع هذه المعلومة بكامل الجدية واتخذوا نشاطات ميدانية: جرى تجنيد عام، اقيمت حواجز ونفذت اعمال خفية للعثور على أي حركة شاذة. الارتباط المصري والاسرائيلي عملا أمس على نحو متلاصق، ومن فوق رأسهما حام تهديد حماس في دمشق: "لن نتردد في اختطاف المزيد من الاسرائيليين، لان جلعاد شليت مل الوحدة".
السلاح خارق التوازن الذي نقلته سوريا الى حزب الله: سكاد..
هآرتس
عاموس هرئيل وآخرين:
حسن أنه توجد صحافة كويتية. خبران في صحيفة "الرأي العام" الصادرة في الكويت، وفرا هذا الاسبوع تفسيرا مفصلا لجذور التوتر السائد في الأشهر الاخيرة بين اسرائيل، سوريا وحزب الله. فقد أماطت الصحيفة لثام السرية عما وصف في التقارير في وسائل الاعلام الاسرائيلية بأنه "سلاح خارق للتوازن" نقلته سوريا الى حزب الله. ويدور الحديث حسب الكويتيين عن صواريخ باليستية من طراز سكاد تلقته المنظمة اللبنانية لاول مرة رغم تحذيرات اسرائيلية لدمشق.
الاسكاد هو سلاح من مستوى آخر. ستكون هذه هي المرة الاولى التي تحوز فيها منظمة ارهابية او منظمة عصابات ما صاروخ باليستي من النوع الذي يوجد بشكل عام في حوزة الجيوش النظامية. وكان حزب الله بنى في السنوات الاخيرة منظومة صواريخ واسعة وخطيرة. وسيكون اسكاد اضافة هامة وذات مغزى للسلاح الصاروخي لدى المنظمة، وان كان ينبغي الافتراض بأن تفعيله سيحفظ الى يوم الدين. السؤال، بالطبع، هو من سيحدد ما هو يوم الدين: ايران، التي تفضل استخدامه كرد على حالة مهاجمة اسرائيل مواقعها النووية ام حزب الله الذي من شأنه ان يرى في ذلك ردا لبنانيا مناسبا ايضا على اشتعال موضعي مع الجيش الاسرائيلي.
في الذاكرة الاسرائيلية الاسكاد هو السلاح غير الفتاك جدا وغير الدقيق على الاطلاق الذي اطلقه العراق على غوش دان وحيفا في 1991. ولا تفصل الصحيفة الكويتية أي نوع من الاسكاد نقل الى حزب الله – طراز بي ام سي القديمين ام طراز دي الحديث والاكثر دقة. وحسب منشورات مختلفة في الغرب في السنوات الاخيرة يحوز حزب الله منذ الان على صواريخ تصل الى مدى نحو 300 كيلومتر، تغطي معظم الاراضي الاسرائيلية. اسكاد سي، الذي يبلغ مداه ضعف ذلك، يكمل اساسا امكانية ضرب المنطقة جنوبي ديمونا، منطقة واسعة ولا تكاد مأهولة اصابتها ليست استراتيجية. التغيير ذو المغزى سيكون في وزن الرأس المتفجر لاسكاد، طن 1 – ضعف الصواريخ السابقة.
المعلومات الناقصة تتعلق بمستوى الدقة: اسكاد دي قادر على أن يحقق اصابات متكررة في منطقة بقطر بضع مئات من الامتار. نقل سلاح كهذا الى حزب الله، اذا ما تم حقا، سيسمح له بأن يهدد بشكل منهجي اكثر ليس فقط المراكز السكانية بل وأيضا مواقع استراتيجية، من قيادات وحتى منشآت بنية تحتية. ومع ذلك، يجدر بالذكر بأن حيتس سبق ان أثبت قدرة على اعتراض صواريخ سكاد. في تجربة اسرائيلية – امريكية مشتركة في الولايات المتحدة في صيف 2008، اعترض حيتس دون صعوبة صاروخ من طراز سكاد بي. سكاد، اكثر من صواريخ "زلزال" التي دمرها سلاح الجو قبل ان تطلق في حرب لبنان الثانية، يبقي "ختم" استخباري هام يسهل تشخيصه وضربه. يبدو ان ليس صدفة أنه بعد يوم من النشر، في زيارة الامس الى سلاح الجو في رمات دافيد قال وزير الدفاع: "لدى اسرائيل الطيارين والطيارات الافضل في العالم"، وتعهد بأن يكون بوسع الجيش الاسرائيلي العمل ضد "تهديدات قريبة وبعيدة".
ما الذي تكسبه سوريا من خطوة كهذه؟ يبدو ان رئيسها، بشار الاسد، على نحو يشبه زعماء تركيا وايران، يختار ألا يتأثر على نحو خاص بتصريحات ادارة اوباما. منذ تسلمه مهام منصبه اتخذ الاسد خطا مغايرا عن خط ابيه حافظ. فبينما كان الأب حذرا في حينه من التعاون الوثيق جدا مع ايران وحزب الله وأبقى على مسافة عن حزب الله، فان ابنه لا يتردد في معانقة محمود احمدي نجاد وحسن نصرالله. وحتى لو كان السوريون معنيين بالسلام مع اسرائيل مقابل هضبة الجولان، فحاليا تجدهم لا يشعرون بأن في اسرائيل شريكا حقيقيا يمكن التوصل معه الى اتفاق. وعليه فانهم يفضلون ترسيخ الردع الذي سيمنع اسرائيل من أن تهاجم أراضيهم مرة أخرى مثلما فعلت ضد المنشأة النووية في أيلول 2007.
حاليا، لا توجد عصا حقيقية تهدد سوريا وتدفعها الى اعادة النظر في التعاون مع حزب الله. فالغرب يواصل التزلف لدمشق وحتى رؤساء المعسكر المناهض لسوريا في لبنان، رئيس الحكومة سعد الدين الحريري وزعيم الدروز وليد جنبلاط يحجون الى القصر الرئاسي السوري لفهمهم معادلة القوة الجديدة في المنطقة. اذا لم يأت الخلاص من الولايات المتحدة فان عليهم ان يتدبروا أمرهم مع السوريين وحدهم. مشكوك فيه ان يؤدي تأخير ارسال السفير الامريكي الى دمشق الى تغيير في سياستها.
اوباما: لن نفرض تسوية في الشرق الاوسط..
يديعوت
اورلي ازولاي وآخرين:
نائب رئيس البرنامج النووي الايراني بهجت سلماني قال أمس انه "في غضون شهر ستدخل ايران النادي النووي"، ورغم ذلك فان العقوبات على ايران لن تفرض قبل شهر حزيران من هذا العام. هذا تاريخ الموعد الجديد الذي قررته وزارة الخارجية الامريكية.
يدور الحديث عن تأجيل آخر لتحقيق العقوبات على ايران بعد أن جرى الحديث في البداية عن فرض عقوبات في شباط – اذار وبعد ذلك في نيسان. في مؤتمر صحفي لاجمال المؤتمر قال اوباما: "لا اريد أن اجر أمر العقوبات لاشهر. الصين بعثت لتوها مندوبا رسميا للعمل مع مندوبنا على المسودة. اريد أن اطلق رسالة قوية الى ايران والعقوبات يمكن أن تغير طريقة تفكير الحكومة الايرانية. وهي ستفهم بانه يوجد ثمن لافعالها".
في مؤتمر صحفي لاجمال المؤتمر سئل اوباما كيف يمكن الحديث عن الشفافية عندما لا تسمح اسرائيل مثلا بالرقابة على منشآتها النووية، وليست عضوا في ميثاق عدم نشر السلاح النووي فقال الرئيس اوباما: "لن أتطرق الى البرنامج الاسرائيلي. نحن نحث كل الدول على أن تكون أعضاء في الميثاق". وردا على سؤال عن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني قال اوباما: الحاجة الى السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هي حاجة حرجة: الولايات المتحدة لن تفرض تسوية. سنواصل تدخلنا وسنوضح للطرفين بان هذه ليست مصلحتهما بل وايضا موضوعا أول في ارتفاعه بالنسبة للامن القومي الامريكي. وفي الموضوع النووي وكذا في موضوع السلام في الشرق الاوسط التقدم سيستغرق وقتا".
في لقائهما على هامش المؤتمر النووي في واشنطن أعطى الرئيس اوباما للرئيس الصيني هو ضمانات على أن ارساليات النفط الى الصين لن تتضرر اذا ما تعاونت في فرض عقوبات على ايران. وهذا عائق آخر يزال عن الطريق امام فرض العقوبات. وكان الاختراق تم بعد أن زارت وزيرة الخارجية كلينتون العربية السعودية وحصلت على تعهدات بان تبعث الاسرة المالكة السعودية للصين باحتياجاتها النفطية اذا ما تضررت ارساليات النفط من ايران في اعقاب العقوبات. وقال اوباما لـ هو في لقائهما: "نحن حساسون تجاه احتياجاتكم النفطية". ومع ذلك ففي اثناء المؤتمر أوضح الرئيس الصيني بانه يقصد عقوبات غير شالة.
في وزارة الخارجية الامريكية يدعون بان العقوبات التي ستفرض في نهاية المطاف ستكون "مع اسنان". ومنذ الان أعلنت سلسلة من الشركات البريطانية، الهولندية والروسية عن وقفها نقل النفط المصفى الى ايران في الشهر القادم. وقبل نحو اسبوعين صاغ الروس والصينيون وثيقة نقلت الى السلطات الايرانية يحتجون فيها على عدم استجابة ايران لاقتراح التسوية الذي رفعه الاعضاء الدائمون في مجلس الامن.
رضى في اسرائيل من المؤتمر النووي..
معاريف
تساح يوكيد
في اسرائيل كان في وسعهم أمس ان يجملوا المؤتمر بالنجاح، وذلك بعد أنه خلافا للتخوف الأولي من دعوة قادة الدول العربية الى التفكيك النووي لاسرائيل، فان الموضوع لم يطرح أمس في أثناء المداولات المختلفة. "المؤتمر جرى في أجواء طيبة جدا، دون أن تكون اسرائيل في مركز الأمور"، شدد أمس رئيس الوفد الاسرائيلي الى المؤتمر وزير شؤون الاستخبارات ونائب رئيس الوزراء دان مريدور. "لم يذكرنا أي من المتحدثين، ولا حتى اولئك الذين خشينا من أن يتحدثوا عنا".
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو راض عن قراره عدم السفر الى المؤتمر في واشنطن. وينبع الرضى من أن انتباه المشاركين في المؤتمر صرف عن حضوره وعن سياسة اسرائيل النووية.
عوزي اراد، رئيس مجلس الأمن القومي سافر أمس الى واشنطن للمشاركة في الجلسة الختامية للمؤتمر. وغدا يلتقي مع محافل مختلفة في الادارة الامريكية، بينها مسؤولون كبار في مجلس الأمن القومي في البيت الابيض. في مكتب رئيس الوزراء شددوا على أن اراد لم يسافر الى الولايات المتحدة وهو يحمل رسائل في الموضوع السياسي من وزراء السباعية الذين اجتمعوا أول أمس. واليوم من المتوقع للسباعية أن تنعقد مرة أخرى. نتنياهو ووزراء السباعية يبذلون جهودا جبارة لانتاج جواب على المطالب الامريكية في الأيام القريبة القادمة. والتقدير هو أن الاجوبة ستسلم للامريكيين قبل وصول جورج ميتشل الى المنطقة بعد يوم الاستقلال.
في خلفية المؤتمر، بشكل طبيعي، قبع الموضوع النووي الايراني. أمس، بعد يوم من ابلاغ مستشار اوباما عن أن لقاء الرئيس مع نظيره الصيني حقق اتفاقا في موضوع العقوبات، شددت أمس وزارة الخارجية الصينية على أنه يجب حل الأزمة من خلال الحوار.
البناء في القدس: الاشغال كالمعتاد..
معاريف
روني ملول:
رغم الازمة مع الولايات المتحدة حول البناء في الاحياء اليهودية في شرقي القدس، يبدو أنهم في البلدية يؤيدون استمرار البناء في حي غيلو، الذي ضم الى اسرائيل في 1967.
لجنة التخطيط المحلية لبلدية القدس، التي ستنعقد غدا ستبحث في اقرار البناء لاقامة مبان عامة في غيلو وذلك رغم الاعتراض القاطع من البيت الابيض على البناء الاسرائيلي خلف الخط الاخضر. في البلدية عقبوا بان الخطة اقرت مبدئيا منذ 1995 وفي هذه الايام تقرر تحقيق الخيار على الارض.
على جدول اعمال اللجنة سيكون الاقرار النهائي لخطة بناء في اطارها تصادر من مديرية اراضي اسرائيل في صالح البلدية عدة قطع اراض في المنطقة هـ في حي غيلو في جنوب المدينة. ويدور الحديث عن خطة تحث توسيع الحي بـ 200 وحدة سكن. وحسب الخطة سيبنى في المكان ايضا مدرسة وكنيس.
"لا يدور الحديث عن خطط بناء جديدة ولا توجد بعد خطط بناء حقيقية لمبان عامة"، جاء عن الناطق بلسان البلدية. "يدور الحديث فقط عن قرار لنقل الارض من مديرية اراضي اسرائيل الى البلدية كما اتفق من قبل".
ليست هذه هي المرة الاولى التي يثير فيها البناء في حي غيلو الانتقاد من جانب الولايات المتحدة. قبل نحو خمسة اشهر انطلق اوباما ضد قرار اسرائيل اقرار اقامة 900 وحدة سكن في حي غيلو. وحسب اقواله، فان قرار اسرائيل يضع مصاعب في وجه استئناف المفاوضات السياسية ولا يساهم في أمن اسرائيل.
الى أين اختفى السلام؟
هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
مر أكثر من شهر منذ "أزمة رمات شلومو" أثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، ولا تزال المسيرة السياسية في جمود تام. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو رد طلب الادارة الامريكية تجميد البناء الاسرائيلي في شرقي القدس، وعلق في مواجهة زائدة وضارة مع الحليف الهام لاسرائيل. محادثات التقارب مع الفلسطينيين تتأخر، والزمن المتبقي حتى نهاية تجميد البناء في الضفة آخذ في النفاد. والامريكيون يلمحون بأنه اذا ما استمر الجمود السياسي، فانهم سينشرون خطة سلام، يرى فيها نتنياهو وصفة لفرض تسوية.
الجمهور الاسرائيلي غير مبال في معظمه من المسيرة السياسية طالما لا يوجد ارهاب وانتفاضة، فان اسرائيليين قلائل فقط معنيون بشكل عام بوضع الفلسطينيين او في ما يجري في المناطق. عدم الاكتراث هذا يعفي نتنياهو من ضغوط داخلية ويمنحه حرية عمل غير ان رئيس الوزراء يفضل كسب الوقت، على ما يبدو في توقع بأن يخفف الرئيس براك اوباما من حدة مطالبه او أن ينتظم مؤيدو اسرائيل في الولايات المتحدة في كفاح ضد "التسوية المفروضة".
سلوك نتنياهو يكشف عن مواقفه الحقيقية: توسيع التواجد اليهودي في شرقي القدس أهم بالنسبة له من الحفاظ على العلاقات الحيوية مع الولايات المتحدة. وهو يفضل البناء في الشيخ جراح ومخاصمة اوباما، بدلا من توثيق التنسيق والتفاهم مع الادارة حيال التهديد الايراني. في لحظة الحقيقة، اختار نتنياهو جذوره الايديولوجية، وقرر التضحية في سبيلها بالمصالح الاستراتيجية لاسرائيل – وبوعده بدفع التسوية مع الفلسطينيين الى الامام على اساس "الدولتين للشعبين".
سلم اولويات نتنياهو مغلوط، ولكن لم يفت الاوان بعد لاصلاح الامر. عليه ان يرد بالايجاب على الطلب الامريكي، فيوقف لزمن محدد البناء في شرقي القدس ويستأنف بسرعة المحادثات مع الفلسطينيين. مستقبل شرقي القدس يجب ان يتقرر في المفاوضات، كما تعهدت اسرائيل في الماضي، وليس بقرارات من جانب واحد.
اسرائيل لا تكسب شيئا من جذب الزمن الذي يقوم به نتنياهو، بل فقط تعاني من استمرار النزاع وتضعضع الدعم الامريكي. وبدلا من الترسخ في مواقفه خلف شركائه السياسيين، على رئيس الوزراء أن يتأزر بالشجاعة وأن يحطم الجمود السياسي بعد أكثر من سنة على هزال الفعل في السلطة.
الجيش الاسرائيلي
يديعوت
بقلم: عليزا لفي
قبل نحو شهر أضيف اسمان آخران الى أسرة الثكل: الرائد اليراز بيرتس والعريف ايلان سبياتكوفسكي، مقاتلين من غولاني قتلا على حدود غزة. اليراز المولود في البلاد، الذي قتل أخوه ايضا في اثناء خدمته العسكرية؛ ايلان المهاجر الجديد الذي بدأ في الجيش الاسرائيلي عملية تهويده ولم يتمكن من اكمالها وان كان دفن كيهودي.
دون أن نشعر يتحول الجيش الاسرائيلي من أتون الصهر الاسرائيلي الى أتون الصهر اليهودي. في السنوات الاولى للدولة مع الهجرة الجماعية من كل أطراف العالم، كان الجيش الاسرائيلي المكان الوحيد الذي التقى فيه مواليد البلاد مع مهاجري اليمن، المغرب وباقي المنافي. ورغم التوتر الطائفي الذي لا يزال يتفجر بين الحين والاخر، فبقوة يمكن القول ان الصهر قد نجح. في هذه الاثناء، واقع حياتنا تغير. من جهة، معظم المتجندين ولدوا في البلاد. من جهة اخرى، في شرائح معينة بين السكان الاسرائيليين يتعاظم الميل لعدم التجند الى الوحدات القتالية ووباء التملص من الخدمة. في أعقاب ذلك فان أتون الصهر الاسرائيلي يصبح يهوديا.
الان لا بد ستقولون، ولكن ماذا عن المهاجرين، بالاساس من رابطة الشعوب؟ هنا بالضبط تدخل النقطة اليهودية. قسم لا بأس به من هؤلاء المهاجرين ليسوا يهودا حسب الشريعة. عندما يكونون في العاشرة، يجدون صعوبة في التهود او غير معنيين في ذلك. الوضع يتغير جزئيا عندما يلبسون البزات العسكرية. الجيش، بحكمة وحساسية، يسمح لهم بالتهود في اطار الخدمة. وعندما تكون الصحبة في المحيط يهود من الولادة، حتى لو لم يكونوا من المحافظين على الفرائض – تتعزز الرغبة في التهود.
الجانب اليهودي من أتون الصهر العسكري لا ينتهي عند التهود. فالكثيرون من أبناء الشبيبة يكتشفون بالذات في الجيش المفاهيم في اليهودية: يحرصون على الحلال حتى في المناسبات العسكرية – الاجتماعية، كي يتمكن الجميع من تناول الطعام. ويستكملون النصاب لان الصحبة طلبوا ذلك. يجلسون معا ويتحدثون.
سيكون هناك من يقول ان هذا ليس دور الجيش. وثمة من سيعربون عن الخوف ممَ سيحصل. اذا ما ازداد عدد الجنود المحافظين على الفرائض جدا. هؤلاء واولئك مخطئون ومضللون.
في السنوات الاخيرة تجري ثورة هادئة في أوساط الجيل الشاب. الكثيرون يسعون لان يتعلموا ويعرفون، ويتعرفون على ثقافتهم. ونحن نسمع أسئلة عن الهوية ، عن الفعل، عن اصوات غير معروفة تتكرر على نحو مفاجىء وكذا عن عدم رغبة في البقاء في الجهل. كيف قالت احدى الشابات التي جاءت الى دورة بلوغ مع أمها: "عندما تحدثت مادونا عن "الكبلا" (التنجيم)، فهمت اني اريد أن اعرف عن يهوديتي".
وجودنا في هذه البلاد ينبع من كوننا يهود. ودون السياق اليهودي التاريخي كان يمكن لنا أن نقبل بخطة اوغندا او حتى "ايسرال" قرب بافلو، او استصدار جواز سفر اجنبي مثلما اوصى احدهم هنا في السنوات الاخيرة.
اليهودية هي دين وقومية. لا يمكن الحفاظ على القومية التي فيها دون الاعتراف بجانبها الديني. ولا حاجة للمرء أن يكون محافظا على الفرائض كي يشعل شموع الحانوكا، ان يجلس على الطاولة في ليل الفصح او ان يشارك في التعديل في ليل الاسابيع.
عندما يكون جهاز التعليم مخلولا (بل ومستسلما) حتى في نقل القيم الاساس لليهودية، في حالات عديدة بتأثير الاهالي، يضطر الجيش الاسرائيلي الى الحلول محله – بالضبط مثلما عرف كيف يتبنى الى حضنه في حينه من لم يعرف حتى القراءة والكتابة. حسن لو ان المدارس، حركات الشبيبة والرحاب العائلي تقوم بأدوارها، ولكن في الواقع الناشيء – الجيش الاسرائيلي هو الجبهة الاخيرة ضد فقدان القيم من الداخل ايضا.
صهيونية بلاد ام صهيونية دولة
يديعوت
بقلم: غادي طؤوب
الجدال السياسي المركزي في المجتمع الاسرائيلي – الجدال على مستقبل يهودا والسامرة - ليس فقط جدالا على السياسة. هو جدال على مسألة ما هي الصهيونية. يمكن القول انه جدال على مسألة ما الذي بالضبط نحتفل فيه في يوم الاستقلال. ولكن في حمية السياسة اليومية، يجري الجدال في ظل التشويش لمعنى هذه المواجهة. المعسكرات الصقرية تطرح اراء خصومها بشكل مبسط بل واحيانا مشوه.
اليمين، ومن ضمنه المستوطنون المتدينون، يعرضون كل مؤيدي التقسيم كـ "معسكر السلام". ولكن عمليا الكثيرين يؤيدون التقسيم بالذات بعد أن يئسوا من امكانية السلام. وهؤلاء يعتقدون بان التقسيم هو السبيل الوحيد لاندثار المشروع الصهيوني نحو دولة ثنائية القومية، بعد أن نفقد الاغلبية اليهودية.
بالمقابل، الكثيرون من بين مؤيدي التقسيم يعرضون حركة المستوطنين كحركة مسيحانية. المستوطنون يحتجون على هذا العرض. وهم يعتقدون بانه يمكن تبرير مشروعهم على أساس واقعي وعلماني: البعد المسيحاني لحركتهم، والذي يرى في عودة صهيون بداية الخلاص، ليس قابلا للتنفيذ او أمر بالعمل، بل اطار اعتقادي عام يعطي بدا آخر لعمق ومعنى المشروع الذي فيه حاجة ايضا على أساس اعتبارات أرضية تماما.
يمكن الجدال في مدى اقناع مثل هذا الوصف للاستيطان الديني. من ينظر الى الحركة في منظور تاريخي، يمكنه أن يرى تعديلات في هذا السياق. وبينما في العصر الذي بين حرب الايام الستة وبين اعادة سيناء رأت قيادة المستوطنين نفسها كمن يخرج الى حيز التنفيذ، ببساطة، الامر الالهي – سياسة العلى، كما وصف ذلك الحاخام تسفي يهودا هكوهن كوك – منذ توجهت اسرائيل الى طريق الحل الوسط الاقليمي طرأ تغيير تدريجي في هذا الفهم. وما كان لا يفترض أن يحصل حسب خطة الخلاص، حصل بالذات، وكلما تراكمت خيبات الامل – هكذا اصبح اكثر بساطة. رؤيا الخلاص القريب تراجع الى الخلفية ومبعوثوها على الارض شرحوا مشروعهم بقدر متعاظم بتعابير أرضية.
ولكن بالنسبة للعلمانيين فان مسألة الشرعية الدينية للاستيطان في اوساط مؤيديه هي مسألة هامشية. حتى بعد ان تراجع الرب الى الخلفية، فان النزاع بين الصهيونية العلمانية وشقيقتها الاستيطانية – الدينية بقي عميقا وجذريا. سمعت هذا الاسبوع اوري اليتسور، المحرر السابق لمجلة "نكودا، الرئيس السابق لمكتب نتنياهو، يشرح الامر على النحو التالي: حسب نهجه، الصهيونية هي تجديد الصلة بين شعب اسرائيل وبلاد اسرائيل. الدولة ليست سوى وسيلة لخلق هذا التزاوج المتجدد.
ولكن في نظر هرتسل، بن غوريون، وايزمن، جابوتنسكي، رابين وحتى بيغن كانت الصهيونية شيئا آخر تماما. فهؤلاء آمنوا بصهيونية الدولة، وليس بصهيونية البلاد، والدولة في نظرهم كانت الهدف، وليس الوسيلة. الفارق ذو مغزى، رغم أن نوعي الصهيونية يريدان سواء بلاد اسرائيل ام دولة اسرائيل. صهيونية البلاد مستعدة لان تخاطر بالاغلبية اليهودية، بمجرد وجود الدولة، من أجل مواصلة التمسك بالارض التي خلف الخط الاخضر. اما صهيونية الدولة، فاليوم مثلما في عهد قرار التقسيم من الامم المتحدة، مستعدة لان تقسم البلاد كي تمنع اندثار الدولة اليهودية في أغلبية عربية.
يوم الاستقلال يذكرنا بهذا الامر الاساس: ليس صدفة نحتفل به ليس في تاريخ يرمز الى بداية الاستيطان الحديث، بل – مثلما يدل اسمه اليوم – في اليوم الذي اعلنا فيه عن الاستقلال السياسي. هذا الانجاز الهائل، الاهم بين انجازات اليهود في العصر الحديث، محظور علينا أن نعرضه للخطر من أجل التمسك بيهودا والسامرة.
تذكير: المفاوضات هي مع الفلسطينيين
اسرائيل اليوم
بقلم: يوفال بنزيمان
النقاش الجماهيري حول المواجهة بين اسرائيل والولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة كاد يطمس الحقيقة المفاجئة التالية: المفاوضات التي تدور المواجهة الحالية حولها لا تتعلق بعلاقات اسرائيل – الولايات المتحدة بل بمستقبل علاقات اسرائيل مع الفلسطينيين.
المواجهة الحالية مع الولايات المتحدة حادة، وهي ستجبر اسرائيل على التنازل في مواضيع مختلفة وعلى تقديم "بادرات طيبة" للفلسطينيين. غير أن الهدف الحقيقي لهذه البادرات سيكون مصالحة الاخ الكبير من الولايات المتحدة. واذا ما صغنا ذلك بشكل مغاير بعض الشيء: رغم أنه يوجد نزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، في هذه اللحظة مستعدة اسرائيل لان تتنازل قليلا في هذه المواجهة كي تسكت النزاع الناشيء مع الولايات المتحدة.
يدور الحديث عن وضع سخيف. اسرائيل ستكون مستعدة لان تتخذ عدة خطوات صغيرة نحو الفلسطينيين، ولكنها ستفعل ذلك كبادرة للامريكيين. الفلسطينيون في هذه المرحلة خارج المعادلة ظاهرا. ولكن واضح أن موقفهم سيتطرف وسيطلبون المزيد من البادرات الطيبة، وذلك لانه اذا كان هذا ما تبدي اسرائيل الاستعداد لاعطائه للموفق الامريكي الموضوعي ظاهرا، فمن المسلم به بالنسبة لهم، كطرف في الموضوع، ان يطالبوا بالمزيد.
بمفهوم معين قد يحصل هنا ما حصل في فك الارتباط احادي الجانب عن غزة. فقد خضعت اسرائيل لضغط خارجي (في غزة الارهاب، اما في هذه الحالة – فضغط دبلوماسي)، وتقوم بخطوة احادية الجانب لا تلزم عمليا الطرف الاخر (في غزة خرجت بشكل احادي الجانب، وهنا سلسلة من البادرات الطيبة للامريكيين). الطرف الاخر لا يشعر بنفسه ملزما باعطاء شيء، رغم المرونة في الموقف الاسرائيلي، وبالتالي فانه بالذات يتطرف في سلوكه. في الحالتين، الخطوة الاسرائيلية تعتبر كشر ضروري يجب عمله.
يجدر القيام بمناورة من الملائم لكل مدير ان يقوم بها بين كل حين وآخر، وذلك كي يفحص اذا كانت القرارات التي اتخذها او السياسة التي انتهجها سليمة. هيا ندحرج دولاب الزمن شهرين الى الوراء ونفحص مثلا ماذا كان سيحصل لو أن اسرائيل اتخذت سلسلة من الخطوات – مهما تكن هذه الخطوات – تنوي القيام بها الان كي تخفض مستوى لهيب النزاع مع الامريكيين. ولو كانت اسرائيل فعلت ذلك قبل شهرين، لكان من المعقول الافتراض بان المواجهة مع الامريكيين ما كانت لتندلع وليس فقط ان الفلسطينيين ما كانوا ليتطرفون في موقفهم، بل وايضا كانوا مطالبين بان يقدموا بادرات طيبة من جانبهم تجاه اسرائيل. اما حكومة اسرائيل فكانت ستعتبر ليس فقط من يستجيب الى الضغط، بل من لديه اجندة سياسية وهو مستعد لان يعمل كي يطبقها.
عمليا، كان سينشأ التزام من الفلسطينيين بمسيرة مفاوضات وما كان يمكنهم أن يتملصوا من ذلك كون كل العالم كان سيفهم بان اسرائيل هي التي تتخذ الخطوة الاولى لتحطيم الجمود في العلاقات. وهكذا، بدلا من مفاوضات غير مباشرة عبر قناة امريكية، كانت ستبدأ مسيرة يمكنها أن تفتح حوارا مباشرا بين الطرفين، حوارا معنية اسرائيل به. وكل ذلك بذات الثمن الذي ستدفعه اسرائيل الان.
ولكن نحن؟ اسمحوا لنا باطفاء حرائق امريكية وليس شعلات فلسطينية.
هل تستطيع الولايات المتحدة احتواء ايران ذرية؟
بقلم: اميلي لانداو
بعد أن خاب الأمل في قرار سريع على جولة أخرى من العقوبات على ايران من قبل مجلس الأمن، وأجلت كما يبدو الى حزيران 2010، وازاء ادراك أن هذه العقوبات سيتبين انها ضعيفة وغير مجدية، يبدو ان مبادرة الرئيس أوباما الدبلوماسية أخذت تتلاشى. عندما نأخذ في الحسبان تقدم ايران المتصل في انتاج المادة المنشطرة، والعمل في تطوير رأس ذري، وتحسين قدراتها في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى – الى جنب التوقعات المنخفضة أن يقوي شيء من كل هذا عند ادارة اوباما الحاجة آخر الأمر الى اتخاذ عملية عسكرية عليها – يمكن أن نلحظ تغير اتجاه في جزء من الخطاب الذي يجري في هذا الموضوع. بدل حصر العناية في الخيبة اللاذعة – كما تلوح الى الان – في كف مطامح ايران الذرية، ثم من يزعمون انه قد حان الوقت للاستمرار قدما. ويقولون اذا تحقق السيناريو المحتمل القائل ان ايران ستصبح الدولة الذرية الآتية، فان الولايات المتحدة ستتبنى ببساطة الاستراتيجية الوحيدة التي أثبتت نفسها في حالات أخرى في الماضي وهي "احتواء" ايران ذرية.
لكن هي تستطيع الولايات المتحدة "احتواء" ايران ذرية؟ يشتمل جواب هذا السؤال على مستويين: المستوى الأول صدق الولايات المتحدة ازاء ايران والمستوى الثاني ما الذي تريد الولايات المتحدة "احتواءه". لا يوجد مكان كثير للتفاؤل في الجانبين. فالاحتواء وردع العدو مشروطان بالضرورة بقدرة دولة على أن ترسل الى الدولة العدو تهديدات صادقة في شأن الآثار المتوقعة عن سلوك ما للعدو. من هذه الجهة، التصور الذي يقول ان الولايات المتحدة ستنجح في احتواء ايران الذرية غير مفصول عما حدث في أثناء السنة الاخيرة في اطار المبادرة الدبلوماسية التي أراد اوباما تقديمها مع ايران منذ أول أيام ولايته. الدرس الذي تعلمته ايران من ادارة أوباما في هذا السياق هو أنه في حين أن التهديدات في شأن النتائج الخطيرة التي ستكون لأفعال ايران التحرشية قد أسمعت مرة بعد أخرى فانه قد كان في واقع الأمر القليل جدا من الآثار العملية ان وجدت أصلا. تبين لايران ان الولايات المتحدة ترسم خطوطا حمراء وتسمي تواريخ يتبين أنه لا يوجد لها بالفعل اي معنى. شوشت الولايات المتحدة على قدرتها على توجه تهديد صادق بأن بينت على نحو واضح انها لا تنوي اتخاذ أي عمل عسكري بسبب مشاركتها الواسعة في العراق وأفغانستان. كذلك أوضحت بأفعالها أن اتفاقا واسعا على خطوات عقاب لايران يهمها أكثر من اظهار التصميم ازاء ايران حتى في المستوى الاقتصادي. لماذا يجب علينا ان نفترض أن تنجح الولايات المتحدة في الايحاء بالصدق ازاء ايران عندما تصبح هذه دولة ذرية أكثر مما نجحت في الفترة التي كانت ايران لم تجتز فيها هذا الخط؟
يمكن أن نزعم أنه في حين يصعب ردع دولة عن تقديم خطة ذرية داخل حدودها فان الامر يكون مختلفا تماما مع وجود سيناريو تزن فيه ايران مهاجمة دولة أخرى. في حالة كهذه سيكون التهديد بآثار خطيرة من قبل الولايات المتحدة صادقا مع كل ذلك بغير ما صلة بسلوكها في الماضي. يوجد محل لافتراض ان يكون هذا هو الوضع. المشكلة هي ان هجوما ممكنا من قبل ايران ليس السبب الرئيس للقلق في كل ما يتعلق بأن تصبح دولة ذرية.
[right][b]الوصف أعلاه يفضي الى مستوى التحليل الثاني. ان نقاش مسألة ما الذي قد "تحتويه" الولايات المتحدة في سياق ايران الذرية متعلق بمسألة ما الذي تريد ايران احرازه بقدرتها الذرية. في هذا الشأن أيضا يحسن أن نتطرق أولا الى صورة سلوك ايران منذ 2002 في الأزمة الذرية الناشئة. في خلال السنين الثماني الاخيرة التي واجهت فيها ايران الجماعة الدولية، تبين لها أن أفضل طريقة لتقديم أهدافها في الصعيد الذري هي الأخذ بحذر