أعطني ساعة من وقتك !

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل , فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته ,

فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم .

الطفل / لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة , فقد اشتقت لقصصك واللعب معك ,

فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة ؟

الأب / يا ولدي أنا لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت , فعندي من الأعمال الشيء الكثير و وقتي ثمين .

الطفل / أعطني فقط ساعة من وقتك , فأنا مشتاق لك يا أبي .

الأب / يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم , والساعة التي تريدني أن أقضيها معك

أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 جنيه , فليس لدي وقت لأضيعه معك , هيا اذهب والعب مع أمك .

تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على أبيه .

الطفل / أعطني يا أبي خمسة جنيهات.

الأب / لماذا ؟ فأنا أعطيك كل يوم فسحة 5 جنيهات , ماذا تصنع بها ؟

... هيا أغرب عن وجهي , لن أعطيك الآن شيئاً .

يذهب الابن وهو حزين , ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع أبنه , ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه ,

ويعطيه الـخمسة جنيهات .

فرح الطفل بهذه الجنيهات فرحاً عظيماً , حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته , وجمع النقود التي تحتها , وبدأ يرتبها !

عندها تساءل الأب في دهشة , قائلاً :

كيف تسألني وعندك كل هذه النقود ؟

الطفل / كنت أجمع ما تعطيني للفسحة , ولم يبق إلا خمس جنيهات لتكتمل المائة ,

والآن خذ يا أبي هذه المائة جنيه وأعطني ساعة من وقتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حكاية جميلة .. وفيها عبرة ..
نعم من المفروض أن نعطي فسحة من الوقت كي نجالس أولادنا .. وفسحة من الوقت كي نتفاهم مع زوجاتنا
وفسحة من الوقت كي نتواصل مع جيراننا وأصدقائنا .. وايضا يلزمنا فسحة من الوقت كي نزور أقاربائنا وأخواتنا
نعم .. نحن بحاجة الى فسحة من الوقت كي نزور المرضى ومن لهم علينا حق الزبارة في المستشفيات .. ويلزمنا الوقت الكافي كي ننزل الى السوق ونؤمن احتياجاتنا .. ويلزمنا فسحة من الوقت للذهاب الى المؤسسات العامة والخاصة من أجل دفع الفواتير المستحقة من ماء وكهرباء وضرائب ومخالفات مرور .. وكذلك نحن بحاجة الى فسحة من الوقت كي نقنع زوجاتنا بأن الدخل الشهري أصبح لا يغطي احتياجات البيت وأنه يجب أن نعمل حظرا على الدعايات التلفزيزنية .. وأيضا يلزمنا الوقت كي نفكر في قضايا الوطن وكيفية ايجاد البدائل للعيش الكربم بدل النواح والصراخ عن الغلاء والفساد والغش .. طيب .. بعد كل هذا الجهد المتواصل وضنك الحياة اليومية والنكد المبرمج .. ألا يحق لنا فسحة من الوقت كي نخرج في نزهة للترويح عن أنفسنا وعيالنا وزوجاتنا .. ولتجديد خلايا أعصابنا كي تحتمل دورة القهر المتجددة يوميا .. حتى لا نقع من طولنا .. ونصير نصيح : في يوم من الأيام .. كان ليا قلب !
أرجو المعذره .. لم يعد لدي وقت .. انتهت الفسحة .. سندخل الى حصة النكد .. أصوات تناديني .. بدنا جرتين غاز .. وشوال سكر وعلبة سمنة وثلاث كراتين بيض لطول الشهر .. والولد بدو ملابس رياضه نوع برشلونه ونوع مدريد ونوع الوحدات والفيصلي وشباب الرمثا .. عنده انتماء رياضي .. وبدو دينار للأستاذ .. بدنا نركب زجاج للشباك عشان ابن الجيران رمى عليه حجر وهو بيلعب .. عادي مهو احنا جيران .. وبكره رايحين على المركز الصحي عشان الدوا خلص .. وام العيال رايحه تزور صديقتها عشان جوزها صار معه جلطه من كثر الديون .. وفي الطريق تميل تزور اختها في المستشفى .. حالنها خطيره .. عشان ولدت في سن متأخر .. سألت كم عمرها ؟ قالت 51 سنه .. حطوها في الأنعاش ! شوي رن جرس الباب .. نعم مين ؟ ابن الجيران : بيسلم عليك أبوي الاقي معك 30 دينار لآخر السنة ؟ خلص الوقت .. منين بدي أجيب فسحــــــــة ؟ حد يقولي ؟

ولد ذكي جداً ،،، وقصة رائعة ،،،

100 جنية و100 صفعة لضمير كل مقصر في حق أولاده وزوجته وخصوصاً بناته ،،،

مساء الخير ..
على رأيك اخوي احمد .. هو ولد ذكي بجد
ولكني أعتقد أن رد ابو خضرة لم يكن يعنيه ذكاء الولد في بيئتة التي ينقصها بالفعل التئام الأسرة وأجتماعها ! بقدر ما تعنينا - نحن - في مجتمعاتنا تلك المنغصات التي حكى عنها باٍسلوبه الناقد المبدع ..
الولد كان يفتقد تواصل الأسرة مع بعضها في بيئة منقطعة المودة والتراحم !
بينما نحن نعيش في بيئة مكثفة التراحم والزحمة على لقمة الطعام ثم المنغصات
تلاحقنا حتى في أحلامنا !
فأي وقت لدينا وأي فسحة والأب يعود من العمل الثاني - يعني عنده شغلتين - وكأنه نائم من شدة التعب .. هل لاحظت ماذا يقول :
لم يعد لدي وقت .. انتهت الفسحة .. سندخل الى حصة النكد .. أصوات تناديني .. بدنا جرتين غاز .. وشوال سكر وعلبة سمنة وثلاث كراتين بيض لطول الشهر .. والولد بدو ملابس رياضه نوع برشلونه ونوع مدريد ونوع الوحدات والفيصلي وشباب الرمثا .. عنده انتماء رياضي .. وبدو دينار للأستاذ .. بدنا نركب زجاج للشباك عشان ابن الجيران رمى عليه حجر وهو بيلعب .. عادي مهو احنا جيران .. وبكره رايحين على المركز الصحي عشان الدوا خلص .. وام العيال رايحه تزور صديقتها عشان جوزها صار معه جلطه من كثر الديون .. وفي الطريق تميل تزور اختها في المستشفى .. حالنها خطيره .. عشان ولدت في سن متأخر .. سألت كم عمرها ؟ قالت 51 سنه .. حطوها في الأنعاش ! شوي رن جرس الباب .. نعم مين ؟ ابن الجيران : بيسلم عليك أبوي الاقي معك 30 دينار لآخر السنة ؟ خلص الوقت ..
وأنا مع ابو خضرة .. منين بدي أجيب فسحــــــــة ؟ حد يقولي ؟

» اثنان وسبعون ساعة في اسطنبول