حياكما الله .. الأخ رمضان والأبنة همسه :
.. وهذا موضوع مهم بحاجة الى مزيد من التحليل
بسم الله : قبل البدء أرى من الضروري تحديد المرجعية التي سنحتكم اليها عند الحاجة سلبا أو ايجايا .. اتفقنا أو اختلقنا على حد سواء . أنا أرى وفق تصورات الوقت الحاضر وتماشيا مع سلوكيات الناس التي أفرزتها الثقافة الدخيلة مثل " معك قرش بتسوى قرش " أو بوس الكاب من ثمه حتى تاخذ حقك منه " أو اللي يوخذ أمي هو عمي " أو حط راسك بين هالروس وقول يا فطاع الروس " وكذلك المثل الذي ذكرته " ان لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " أو اتعشى عليه قبل ما يفطر عليك " أو اللي يرشك بالمي أرشه بالدم " وما شابه .. وهذه الأمثال كلها ومن على شاكلتها هي نتاج سلوك جماعي تراكم على مر الوقت فأصبح من موروثات الطباع .. وساهمت البيئة والتربية في تكوين شخصية الفرد بالتماشي مع هذه الموروثات فأنتجت " طيب القلب " وانتجت شرس الطباع " وأنتجت " الطيب والشرس معا " وتضاربت الأهواء في من هو الأفضل ومن هو الجدير بالبقاء .. ومن هو جدير بتقدير مجموعة الأفراد وأحترامها ؟ اعتقد أنه ليس هناك توصيفا معينا أو معايير خاصة تمكننا من فرز الفرد وأعطاءه بطاقة الطيب او الشرس من غير أن نحتكم الى مرجعية نتفق عليها .. هذه المقدمه كي أقول : هناك مرجعيتان لنوعين من الناس .. الأولى مرجعية دينية شرعية همها رضى الله والآخرة ولها أتباعها والآخرى دنيوية عشائرية همها المصالح والتكبر في الأرض بغير الحق ..
والطيبة هي من الأخلاق في عرف الشرع .. وفي عرف المصالح هي من " الهبل والسذاجة " والشراسة في عرف الشرع ليست محموده بل هي منبوذة وفي عرف المصالح هي مصدر القوة !
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " انما بعثت لأتمم مكارم الخلاق " ووصفه الله تعالى : " وأنك لعلى خلق عظيم " وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ) (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) هذه هي أخلاق النبي وهي الطيبة بعينها كذلك فهي تتنافى مع الشراسة وعرف المتكبرين والظالمين .. فالتسامح والرفق من أخلاق المؤمن " ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه " وهي ذات الطيبة المشروعه .. والقسوة والبغضاء على النقيض تماما . اذن المسألة نسبية كما يراها الفرد .. فعندما تكون رؤيتي شرعيه .. تكون الطيبة هي نهجي وطبعي وعندما تغلب على رؤيتي مصالحي الشخصية تكون قسوة القلب وشراسة الطبع هي هويتي التي اعرف بها , وهكذا .. وللحديث بقية ..