منذ عشرين سنة وهو مغترب في الخليج ؛ طبعاً هو للأسف أجنبي رغم أنه يحفظ أسماء جدوده لغاية سيدنا علي بن أبي طالب ؛ هاشمي بن هاشمي أباً عن جد ، لكن ذنبه أن جدوده تركو الجزيرة العربية وخرجوا لينشروا الإسلام في العالم ، ولما استقر بهم المقام في فلسطين قبل أكثر من (400) سنة واستمروا في مجاورة البيت المقدس جاء العدو وشردوهم وصاروا لاجئين فلسطينيين ينتظرون معونة كرت المؤن من هيئة الأمم ولما فكر يسافر للخليج حتى يؤمن مستقبله ؛ اكتشف بأنه أصبح ( أجنبي) هذه الكلمة التي كنا نطلقها على الأوروبيين والأمريكان ونستحيي أن نقولها عن أي إنسان أفريقي أو شرقي ؛ فلا نقول للكوري أجنبي ولا للكيني أو الكاميروني ،،، لأن كلمة أجنبي في ثقافتنا ارتبطت مع المحتل والمستعمر وهي سبه في حقنا ؛ ولكن أخونا الخليجي والسعودي خاصة يقول لي يا (أجنبي) تزوجت في الخليج وأجبت كل أولادي هناك واشتعل الرأس شيباً وكلما علمت واحداً من أبناء الخليج يتم تعيينه مكاني وأخيَّر : (هل تعود إلى بلدك ؟؟!!! ونلغي عقدك أم تقبل الذهاب إلى قرية نائية أخرى أبعد من القرية النائية التي أنت فيها ؟؟؟!!! ،،،، طبعاً عشرين عام من الغربة بين أبناء قبيلتي (الخليجية ) وعشرة أولاد في رقبتي ولم أستطع إكمال بيت لي في بلدي حتى الآن فكيف لي أن أعود مع عشرة أبناء إلى بيت لم أستطع رغم طول غربتي من إكمال بنائه !!!! طبعاً أقبل بالقرية النائية مرة أخرى ولو كانت في منتصف الربع الخالي والنتيجة إذا ابني تفوق في المدرسة يضرب من ابن البلد قصدي من أولاد البلد وإذا ذهبت لأشتكي يقال لي اسمع والله نسفرك لبلدك تفهم يا أجنبي !!!! ،،،، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،،،،