أخواتي الكريمات ستر الله عليكنّ بلباس التقوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فكل عام وأنتم بخير , ومبارك عليكم هذا العام الهجري الجديد1432 ونسأله سبحانه لنا
ولكم كل خير وتوفيق ونجاح وسداد وفلاح وقبول وصدق وإخلاص ونسأله سبحانه حسن الخاتمة ونعوذ بالله من سوء الختام اللهم آمين
لا أجد تهنئة أجمل ولا أروع من مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله: (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) [المؤمنون:57-61).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) [الترمذي وابن ماجه واحمد].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
أهنئكم بأبيات للشاعر الهندي المسلم ورائد الادب الاسلامي وفيلسوف الشرق الاسلامي محمد إقبال رحمه الله من قصيدته الشكوى وجواب الشكوى (حديث الروح ) ص 93 الجزء الاول من ديوان محمد إقبال الاعمال الكاملة الطبعة الثالثة 2007
قال في مطلعهاشكواي أم نجواي في هذا الدجى ونجوم ليلي حسّدى أو عوّديأمسيت في الماضي أعيش كأنما قطع الزمان طريق أمسي عن غديوالطير صادحة على أفنانها تبكي الرّبى بأنينها المتجدّدقد طال تسهيدي وطال نشيدها ومدامعي كالطلّ في الغصن النّديفإلى متى صمتي كأنّي زهرة خرساء لم ترزق براعة منشدقيثارتي ملئت بأنّات الجوى لابدّ للمكبوت من فيضانصعدت إلى شفتي بلابل مهجتي ليبين عنها منطقي ولسانيأنا ما تعدّيت القناعة والرضا لكنّما هي قصة الاشجانأشكو وفي فمي التراب وإنّما أشكو مصاب الدّين للدّيّانيشكو لك اللهمّ قلب لم يعش إلا لحمد علاك في الاكوانكنا نقدم للسيوف صدورنا لم نخشى يوما غاشما جبّارامن ذا الذي رفع السيوف ليرفع أسمك فوق هامات النجوم مناراكنا جبالاً في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحارابمعابد الأفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارالم تنسى إفريقية ولا صحراؤها سجداتنا والارض تقذف ناراوكأنّ ظلّ السيّف ظلّ حديقة خضراء تنبت حولنا الازهارالم نخش طاغوتا يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسواراندعو جهاراً لا إله سوى الذي صنع الوجود وقدر الأقداراورءوسنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجواراكنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ الحلي والديناراومن الذي بذل الحياة رخيصة ورأى رضاك أعز شئ فاشترىنحن الذين استيقظت بأذانهم دنيا الخليقة من تهاويل الكرىإلى أن قال في آخر بيت من قصيدته الرائعة :إن كان لي نغم الهنود ولحنهم لكن هذا الصوت من عدنان وأخيرا أيها الأخوة والاخوات الكرام في أول يوم من العام الهجري الجديد : عليكم أن تثقوا بقدراتكم ,وبما تحملون من أخلاق وسلوك وعلم , وكونوا السفراء الناجحين لخدمة الاسلام . ويقول لكم محمد إقبال رحمه الله وهو في طريقه برا إلى القدس عام 1350 للهجرة 1931 لحضور المؤتمر الاسلامي هناك : ( إنك غاية وجود هذا الكون , ولأجلك خلق الله هذا العالم , وأبرزه إلى الوجود , وأنت البغية المنشودة , التي هام في سبيلها الهائمون , وحار في الوصول إليها الباحثون ).
أخوكم المخلص والمحب / جمال موسى/ السويد
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 6:56 pm من طرف رمضان رجب أبوخضره