العلاج بالطين : منقول عن منتدى العجمان ،،،
خلق الإنسان من طين.. ومنذ الأزل عرف الإنسان قوة الطين وفوائده فاستعان به في الكثير من الصناعات التقليدية كاستخدامه في صناعة الأوعية الفخارية التي تستخدم في الطهي وإعداد الطعام، فالطين يملك قوة مقاومة رهيبة ضد النار وحتى الحديد لا يستطيع تحمل النار مع مرور الوقت، لذلك فأن الأفران والمخابز الطينية القديمة تظل عشرات السنين متحملة النار وظروف الزمن، وحتى الأفران الحديدية الحديثة تستخدم الطين في المكان القريب لشعلة النار، وفي مصانع الإسفلت فأن الأفران تكون مصنوعة من الحديد، لكن مكان الشعلة أو مركز الاشتعال يكون مصنوع من حجارة طينية تحمي الحديد من النار.
والطين يملك العديد من الخصائص العلاجية للإنسان، فبالإضافة لكونه مسكن قوي للألم، فهو أيضاً يعمل على زيادة حرارة الجسم وتحسين الدورة الدموية وزيادة سرعة النبض وهذا يعمل على ترخية العضلات وبث الحيوية في الجسم، ويقوم بتحسين العمليات الأيضية في الغضاريف، وهو كذلك مذيب ومضاد موضعي للالتهاب، ويحسن عمل الخلايا العظمية داخل المفاصل والخلايا عموماً، وبالتالي زيادة إنتاج السائل داخل المفصل، والكثير من الخصائص العصبية الشفائية.
وبعد وضوح كل هذه الخصائص التي يمتلكها الطين جاء الدور للتركيز على ما يحمله الطين من فوائد علاجية للإنسان، واستخدام الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، وفي الأمراض الروماتيزمية كالتهاب المفاصل وفي بعض الأمراض العصبية كالشلل الدماغي أو ضمور خلايا الدماغ.
والطين اكتسب كل هذه الخصائص العلاجية للطين بسبب النوعية العالية للأطيان والتي تتحدد بتركيبها الكيميائي الفريد واحتوائها على مكونات فعالة بيولوجيا، خصوصاً وإن الطب الحديث والمستحضرات الدوائية الكيميائية لم تصبح دواء لكل داء، وإضافة لهذا فان التركيب الكيماوي للأدوية له تأثيرات جانبية، و ليس من باب الصدفة ازدياد الناس الذين يفضلون العلاج بمستحضرات طبيعية، كالعلاج بالطين.
تاريخ العلاج بالطين
الطين من أقدم مواد البناء التي عرفها الإنسان واستخدمها في بناء مساكنه، وتمتاز هذه المادة بالعديد من الإمكانيات والمميزات المهمة، وقد تنوعت طرق استخدام هذه المادة في البناء في الماضي والحاضر تنوعاً كبيراً، وكذلك استخدم الطين في صناعة أواني الأكل والشرب وتحضير الطعام فقد جرب الإنسان قوة الطين وصلابته ضد النار والحرارة، وجاء الدور في استخدام الطين في العلاج بعد أن عرف الإنسان ما لهذه المادة من خصائص فريدة توفر الكثير من الحلول العلاجية في أبسط صورة.
عرف الإنسان الطين وفوائده العلاجية منذ فترة طويلة، فمنذ خمسة آلاف سنة برعَ الفراعنة في استخدامه كأداة من أدوات التجميل، كما استعملوه للاستشفاء من بعض الأمراض كعلاج كسور العظام مثلاً، فقد كان قدماء المصريين يقومون بلف المكان المكسور بقطع من القماش بعد خلطة بالطين الذي كان يحل محل الجبس الذي نعرفه اليوم والذي لم يبدأ استعماله إلا عام 1798م. ميلادية، كذلك كان التجميل بالطين من أبرز الوصفات التجميلية للملكة كليوباترا، ولا يزال حمامها الشهير بمدينة مرسى مطروح الساحلية من أشهر معالم المدينة السياحية والأثرية.
منذ زمن طويل عرف الناس الطين وفوائده العلاجية، وفي زمن (هيروتس) استخدم الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، وحتى قبل (هيروتس) بكثير في القرن الثاني قبل الميلاد ذكر المؤرخ (بليني) ما اسماه أراضي الطين الشافية لجميع الجروح وجميع الأمراض، وهذه الأراضي هي أوروبا الشرقية وخاصة دول البحر الأسود، وكذلك البحر الميت في الأردن، وكانت تنتشر هناك ما يشبه المصحات للعلاج بالطين وبالماء المالح.
في عام 1828م. في أوكرانيا تم بشكل رسمي فتح أول مصح للعلاج بالطين, وخلال الحرب الروسية التركية أعوام 1854م. - 1855م. نصح الجراح الشهير (بيروجوف) بأطيان أوكرانيا لإجراء علاج التئام الجروح وإصابات العمود الفقري اثر الطلقات النارية التي تعرض لها الجنود الروس، وفي بداية القرن العشرين وضع الأكاديميان (س. نالدبانوف) و (ن. بورسنكو) الأسس العلمية لعلاج أمراض مختلفة.
وفي الوقت الراهن انتشرت الكثير من المصحات ومراكز التجميل التي تستخدم العلاج بالطين، وتنتشر مثل هذه المستشفيات والمراكز في العديد من دول العالم خصوصا دول بحر القرم كروسيا واوكرانيا وفي دول البحر الميت كالأردن.
الطين في القرآن
بحثت في برنامج الباحث في القرآن النسخة 5.0 فوجدت مواضع كثيرة في القرآن تذكر كلمة طين أو كلمة "تراب"، وقد ذُكرت كلمة "طين" في القرآن الكريم 12 مرة، أما كلمة تراب فقد ذكرت 17 مرة، وسأقوم بإيراد المواضع التي ذكرت كلمة طين في القرآن الكريم.
- في سورة آل عمران الآية 49 يقول الله عز وجل: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
- في سورة المائدة الآية 110 يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ).
- في سورة الأنعام الآية 2 يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ).
- وفي سورة الأعراف الآية 12 يقول الله تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).
- في سورة الإسراء الآية61 يقول الله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً).
- وفي سورة المؤمنون الآية 12 يقول تبارك وتعالي: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ).
- وفي سورة القصص الآية 38 يقول الله تعالي: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ).
- وورد في سورة السجدة الآية 7 قوله تعالي: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ).
- أما في سورة الصافات الآية 11 فيقول الله تعالي: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ).
- وفي سورة ص الآية 71 يقول تبارك وتعالي: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ).
- وفي نفس السورة، سورة ص الآية 76 يقول تبارك وتعالي: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).
- وأخيراً في سورة الذاريات الآية 33 يقول عز وجل: (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ).
الطين في السنة النبوية :
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: (باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا). [رواه البخاري].
وعن سفيان قال: كان إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بإصبعه هكذا -وضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها- باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا). [رواه مسلم].
وقوله (بريقة بعضنا) يدل على أنه كان يتفل عند الرقية.
وقال النووي: معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه ثم مسح به الموضع العليل أو الجرح قائلاً الكلام المذكور في حالة المسح، وقال القرطبي: ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته بالأرض ووضعه عليه يدل على استحباب ذلك عند الرقية، ولعله فعله لخاصية في ذلك أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة.
ونقل ابن حجر عن البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلاً في النضج وتعديل المزاج، وعن النوربشتي قوله: كأن المراد بالتربة الإشارة إلى فطرة آدم والريقة الإشارة إلى النطفة، كأنه تضرع بلسان الحال، أنك اخترعت الأصل الأول من التراب ثم أبدعته من ماء مهين، فهيَّن عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته.
أنواع الأطيان العلاجية :
تعد الأطيان العلاجية أساس المكامن أو الثروات الطبيعية، وبشكل عام فأن التأثير العلاجي للأطيان واضح بفضل خواصها الفيزيائية وتركيبها العضوي والمعدني واحتوائها على مواد وعناصر بيولوجية فعالة مثل اوكسيدات الحديد والنحاس والألمنيوم والكوبالت وأحماض امينية وهيدرات الكربون وكبريتيد الهيدروجين والنتروجين، وكذلك مشابهات هرمونات ومشابهات مضادات حيوية ومشابهات الفيتامينات، لذلك فأن الأطيان العلاجية تملك صفات مضادات الجراثيم.
يمكن تقسيم الأطيان العلاجية إلى أربعة أصناف رئيسية اعتماداً على خواصها الكيميائية والفيزيائية، فهناك الأطيان الغرينية السولفيدية، وأطيان الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة، وهناك الأطيان الخثية (الخث هو الفحم النباتي)، وكذلك الأطيان البركانية، وتختلف هذه الأطيان فيما بينها بالرائحة والكثافة ودرجة الحرارة، ومحتويات الطين من المواد العضوية، فالطين الغريني السولفيدي يحتوي حتى (28%) من المواد العضوية، أما طين الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة فيحتوي على مواد عضوية تقارب (40%)، والطين الخثي يملك ما يقارب (50%) مواد عضوية، أما الطين البركاني فلا يوجد به مواد عضوية.
■ الأطيان الخثية: إن الأطيان العلاجية الخثية عبارة عن ترسبات المستنقعات وهي ذات مرونة وتسرع، لذلك تحسن فاعلية الخمائر وعملية الإعادة لها، وتملك تأثير مضاد للالتهابات.
■ أطيان الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة: الأطيان العلاجية من الترسبات القاعية هي أطيان أكثر سيولة تحتوي على ترسبات عضوية ومعدنية، لا يوجد في تركيبتها كبريتيد الهيدروجين (غاز المستنقعات)، والقيمة العلاجية لأطيان الترسبات القاعية يتمثل في وجود خاصية الحفاظ على الرطوبة والتركيب الميك********ي الرقيق (ملمسها ناعم بدون تكتلات).
■ الأطيان البركانية: الأطيان العلاجية البركانية تختلف عن أنواع الطين الأخرى بعضويات ذات خصوصية (فهي نفطية المنشأ)، ووجود عناصر علاجية فعالة مثل اليود والبروم وتستعمل بكميات معينة كعامل علاجي مهم أو إضافي مساعد للعديد من الأمراض خصوصاً العصبية.
■ الأطيان الغرينية السولفيدية: هي الترسبات القاعية لمسطحات المياه المالحة وهي فقيرة محتوى المواد المعدنية ولكنها غنية بمحتوى سولفيدات الحديد والأملاح المذابة في الماء، وأكثر من الخثية والبركانية، واستناداً إلى مكان استخراج هذه الأطيان تقسم إلى 3 أنواع:
● القارية: مثل أطيان بحيرة (تامبوكان) في روسيا، وهناك بحيرات في اليمن وعمان تحمل مثل هذه الأطيان العلاجية ولكنها غير مستغلة.
● أطيان الخلجان البحرية والبحيرات القريبة من البحر: وتنتشر الكثير منها ويقام قريب لها مصحات كبيرة مثل مصح (إنابة) في روسيا ومصح (القرم) في أوكرانيا، وفي اليمن هناك بحيرات لا زالت بكر ولم يقم حولها مثل هذه المشاريع الصحية العلاجية والسياحية، فهناك مثلاً بحيرة (شوران) في محافظة شبوة على ساحل بحر العرب، وفي هذه البحيرة أطيان علاجية ذات خصائص طبية علاجية رهيبة لكنها لم تستغل بعد.
● أطيان البحيرات الحاوية على ينابيع: مثل (ستارايا) في روسيا وأوكرانيا، وأيضاً يوجد في اليمن العديد من الينابيع الحارة التي تملك خصائص علاجية ويزورها الكثير من المرضى والأصحاء طالبين فوائدها الصحية العديدة.
آلية التأثير العلاجي للطين :
يُخزن التاريخ قصص عجيبة عن معجزات الأرض العلاجية واستخدام مواردها وثرواتها الطبيعية في العلاج والاستشفاء، وهناك العديد من الأساطير التي تناولت قصص استخدام الطين في العلاج وتأثيره الشفاء، فهناك قصة روسية وأوكرانية تحدثت عن الذين أصيبوا إصابات مميتة من محاربي الخان، إلا أن الطين ساعدهم في الشفاء واندملت جروحهم, ولقد استمع البروفيسور (شرباكوف أ. إ.) إلى قصة تاجر الملح الأوكراني الذي تخلص من الم مستقر في رجليه، وكتب الدكتور (ن. أ. اوجة) عن حالة مدهشة للراعي الذي لدغته الرتيلاء (ابو شبث) السامة وشفي بغرين البحيرة، ان القصص كثيرة لكن الأطيان فعلا تشفي بعون الله الشافي وتبرئ، وهذه ليست قصص أو أساطير، وقد أثبتت العديد من الدراسات والبحوث الجدوى العلاجية والاستشفائية للطين واستخدامه أما كعلاج رئيسي في بعض الحالات أو كعلاج إضافي مساعد ومهم، ورخص ثمن الطين وامكانية الحصول عليه يساعد الناس كثيراً ويعمل على خدمتهم.
وعند الحديث عن التأثير العلاجي للطين نذكر قبل كل شيء التأثير الحراري، إن السعة الحرارية العالية والتوصيل الحراري الواطئ، يجعل الطين يضغط على جلد المريض ويدفع الدم من الأوعية الدقيقة وبهذا يسرع دورتي الدم واللمف، ومن خلال الجلد إلى الدم تدخل المواد والعناصر الطبيعية المتراكمة للطين، والتي تؤثر كعلاج آمن وسريع وذو تأثير فعال.
إن عملية العلاج بالطين تؤدي إلى تكون مجال كهربائي ضعيف على الجلد، مدخلاً إلى الجسم ايونات نشطة وطارداً المواد الضارة, واثبت علمياً في عام 1999م. أن الطين يساعد في سرعة نمو الأعصاب، وهذا الشيء الذي جعل منة علاجـًا فعالاً لعلاج العديد من الأمراض.
والطين يعطي تأثيراً مختلف الجوانب على الوظائف والمنظومات الأساسية للإنسان كالتنفس والدورة الدموية وعملية التبادل والإفراز، أن الجمع الفريد بين المركب العضوي المعدني والعناصر الدقيقة والمحلول المشبع بالأملاح والعضويات الفعالة بيولوجياً والعامل الغازي بالترابط مع التأثير الحراري أو الكهربائي، كلها تقدم فعاليات وتأثيرات شفائية تجميلية مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا وذات أثر توسعي انتشاري (انفشاشي) مع تقوية عمليات التبادل على أجزاء الجسم المصابة، وتحت تأثير الطين على منظومة مناعة الإنسان تنشط القوى الدفاعية للجسم والتي تساعد على الشفاء الراسخ، وأيضاً تنشط في الجسم القوى القادرة على الانتصار على المرض إن شاء الله.
الأمراض التي يعالجها الطين :
تحتوي الأطيان علي الكثير من بقايا الكائنات النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة، لذلك فأن البروفيسور الأكاديمي (ف. ب. فيلاتوف) تحدث عن موضوع أدهشني كثيراً حينما ترجمت مقالته فهو يقول بأن كل خلية تفرز في لحظة الممات أقوى محفزات بيولوجية، مخرجة من نفسها كل الذخيرة الاحتياطية من اجل أن تعيش بأي ثمن، وهذه المواد تبقى فيها بعد الموت وتدخل في تركيبة الأطيان العلاجية كمية هائلة من الخلايا الميتة، وان محفزاتها البيولوجية التي أفرزتها لكي تعيش يمتصها الطين وتكون موجودة في الطين لمئات السنيين، وباستعمال المريض للطين تتشبع هذه المحفزات البيولوجية في جلد المريض ومنة إلي الداخل الأمر الذي يؤدي إلى استفادة الجسم منها والشفاء إن شاء الله، وهذا الاستنتاج الذي ساقه البروفيسور كان من أكثر الشروحات إثارة وتشويقاً في موضوع عملية العلاج بالطين.
الأمراض التي تعالج عن طريق الطين كثيرة نذكر منها: إصابات الحبل الشوكي والشلل ومضاعفات إصابات النخاع الشوكي والتهاب الفقرات والآم الظهر المزمنة وأمراض ومضاعفات منظومة الأعصاب ومنظومة الأعصاب المحيطية والروماتيزم وأمراض المفاصل المركزية المكملة من المراحل الأخيرة والضعف الجنسي عند الرجال، وأيضاً العقم عند الرجال والنساء، وأمراض الأوعية والتخثرات بشكل خاص، وعلاج انسداد الأوعية, وأمراض الأعضاء الجنسية الرجالية مثل التهاب البروستات, والأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق والاكزيما وحب الشباب مع الحذر من وجود تقرحات، والحصف السطحي الأحمر والتهاب الجلد الحرشوفي، وأيضاً الدمل بعد الحروق، والجروح بعد العمليات الجراحية, وأمراض الأعضاء الجنسية مثل التهاب حالب الرحم، والعجز الوظيفي للمبايض وانحرافات الرحم النسائية, وأمراض الأنف والأذن والحنجرة, وأمراض منظومة الأسنان، وهذه تقريباً بعض الأمراض التي تأكيدات طبية وأبحاث علمية وهناك العديد من الأمراض الأخرى مثل الصرع والشلل الدماغي وغيرها..
الحالات التي لا يسمح لها باستخدام الطين :
هناك بعض الأمراض التي يجب على المريض تجنب استخدام الطين فيها، فمثلاً بعض أشكال السمنة المفرطة والصعبة، والسل والأورام والأرتفاع الشديد في ضغط الدم، وأمراض الحمل الخبيثة، والتهاب الكلى، بالإضافة إلى الأمراض النفسية المزمنة.
الطين البركاني :
الطين البركاني.. ما هو؟.. خصائصه؟.. فوائده؟..
في روما القديمة كان الناس يثقون في القدرات العلاجية والمسكنة للطين البركاني وهو طين دافئ غنى بالمواد المعدنية، وكان الطين البركاني ذو التأثير العميق يستخدم في منتجعات المياه المعدنية والعلاج الطبيعي لعلاج علل مختلفة.
عملية نضوج الطين البركاني عملية صعبة وطويلة وتحتاج لبيئة فريدة متميزة ومن هنا يأتي تميز الطين البركاني في اليمن وتباين خصائصه المذهلة في مناطق كثيرة ويكفي أن نعلم فقط أنه في ألمانيا الكثير من البراكين الطبيعية وبقاياها لكن يتسبب المناخ في إخماد عملية نضج الطين البركاني.
هناك أنواع كثيرة من الطين البركاني تختلف حسب المنطقة المستخرج منها وخصائصها وحسب اللون أيضاً، لكن الطين البركاني الأخضر (المائل للرصاصي) يعتبر من أكثر أنواع الصلصال فائدة للعناية بالبشرة وتنظيفها.
ويعتبر الطين البركاني أو ما يُسمى بالصلصال من أكثر العلاجات الطبيعية نجاحاً وفعالية في علاج البشرة، نظراً لاحتوائه على مجموعة معادن ضرورية، تعمل على شد الجلد وتنشيطه والمحافظة على متانته، مما يساهم في تأخير شيخوخته وفي مقاومة التجاعيد المبكرة وبالتالي توازن البشرة وحفظ شبابها..
أيضاً يستخدم الطين البركاني في مواضيع مختلفة غير البشرة مثل استخدامه للتخلص من قشرة الشعر وكذلك لشد البطن بعد الولادة عند استخدامه بانتظام ولمدة شهر تقريباً، كذلك هناك طريقة قديمة عن استخدام الطين في إزالة الأمراض من الجسم عن طريق القدمين وذلك عندما نضع الطين في الليل على باطن القدم ونلفها جيداً وفي الصباح نغسلها نشعر براحة كبيرة جدا وهذا الطين قبل أن نضعه تكون رائحة جميلة وبعد أن نرفعه عن القدم نجد رائحته منفرة جداً وذلك بسبب افرز السموم التي بداخل الجسم.
كذلك تذكر الأبحاث العلمية الحديثة أن الطين البركاني يفيد في علاج الأمراض المرتبطة بالروماتيزم وتخفيف آلام المفاصل وفى علاجات الحبل الشوكي وكذا في علاج توتر العضلات ". كما أنه يفيد في تقوية الجهاز المناعي وتحفيز آليات العلاج التلقائي بالجسم.
يقول ديرك شريدر مدير العمليات المجمعة في فيتال تيرمه باد فيلدباد فى الغابات السوداء في ألمانيا "إن هذا العلاج بالطين البركاني يحد من الإعياء بتحفيز الدورة الدموية وعملية الايض، كما أنه يحدث حالة استرخاء هائلة".
ويقول مايكل برايبش وهو متخصص فى العلاج الطبيعي ورئيس فرع رابطة بادن فويرتيمبيرج في الرابطة الألمانية للعلاج الطبيعي إن العلاج بالطين البركاني في صورته الطبيعية في أماكن وجوده في الحمامات المعدنية أو في صورته المجففة يفيد الذين يعانون ضعفا في الدورة الدموية أو ارتفاعا في ضغط الدم بسبب درجة الحرارة التي يولدها.
هناك بعض الملاحظات التي يجب أن تراعى عند استخدام الطين البركاني:
- بإمكانك تسخين الصلصال دون غليه أو إضافته لكمية من الماء المغلي، حتى لا يفقد عناصره الطبيعية الهامة.
- إزالة القناع الصلصالي عن الوجه بعد جفافه مباشره وقبل تشققه، بحيث لا تتجاوز مدة وضعه 20 دقيقة كحد أقصى.
- ضرورة رمي الفائض من القناع، بعد وضع حاجة الوجه، لأنه يصبح فاقد الصلاحية ولا يجوز استخدامه ثانية.
طريقة استخدام الطين البركاني:
نستطيع وبكل بساطة استخدام ماء دافئ أو مغلي مع الطين البركاني للاستفادة من خصائصه العلاجية المختلفة بدون إضافة أي من المواد الكيماوية، لكن ومن خبرتي وتخصصي في الطب البديل والأعشاب الطبية ارتأيت إضافة أهم خلطات الطين البركاني مع الأعشاب الطبية والمواد سهلة المنال والمتواجدة حولنا وفي بيئتنا.
الحمامات البركانية في اليمن :
خلال بحثي في الإنترنت عما يتعلق بموضوع العلاج بالطين هالني وجود الكثير من المواقع التي تروج للعلاج بالطين والاستشفاء بالحمامات الساخنة وخصوصاً في دول كروسيا وأوكرانيا وغيرها من دول الإتحاد السوفيتي السابق، واغلب هذه المواقع الالكترونية تستهدف السياح العرب والخليجيين على وجه الخصوص، وهناك الكثير من المكاتب والمؤسسات الطبية والتجارية التي تنسق لمثل هذه المصحات العلاجية في دول الخليج،
الحمامات البركانية في اليمن تنتشر في مناطق كثيرة ويقصدها الكثير من الناس المرضى والأصحاء لطلب منافعها العلاجية المدهشة، وهذه الحمامات تتميز بميزة فريدة قلما توجد في مناطق أخرى في العالم، فعملية نضوج الطين البركاني عملية صعبة وطويلة وتحتاج لبيئة فريدة متميزة ومن هنا يأتي تميز الطين البركاني في اليمن وتباين خصائصه المذهلة في مناطق كثيرة ويكفي أن نعلم فقط أنه في ألمانيا الكثير من البراكين الطبيعية وبقاياها لكن يتسبب المناخ في إخماد عملية نضج الطين البركاني.
ورغم كل هذا إلا أن مثل هذه الحمامات والينابيع غير مستغلة، وهنا وقفة عتب على المسئولين في اليمن فهم لا يهتمون بهكذا نوع من السياحة العلاجية ولا يعرفون أصلاً جدوها الاقتصادية أو حتى العلمية، رغم وجود وانتشار الكثير من الحمامات البركانية في مناطق عديدة في اليمن، وهنا اوجة ثلاث دعوات؛ الأولى للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في هكذا مشاريع مضمونة ومربحة، والدعوة الأخرى التي أوجهها هنا هي للسياح العرب خصوصاً الخليجيين وللباحثين عن السياحة الترفيهية والعلاجية، فالحمامات البركانية في اليمن تتميز حسب نظري بميزات وخصائص مدهشة بسبب التنوع المناخي الفريد في اليمن، والدعوة الثالثة هي للعلماء والباحثين الاخصائين في اعداد وعمل البحوث اللازمة حول هذه المناطق وجدواها العلاجية والاستشفائية، فهي مناطق لا زالت بكر ولم يعد حولها دراسات علمية يفيها حقها.
،،،،،،، (انتهى )
(( يعتقد البعض أن تربة ونبات كل وطن سبحان الله توفر الشفاء للشعب الذي يسكنه )) !!
سبحان الله