( زياد ) هديب / عضو جديد

زياد هديب : يا ميت هلا ومرحباً مرحباُ بالجميع ،،،
في الديوان نلتقى كلنا في الربيع ،،

زياد الغالي المجيد هنا اجتمعنا جميعاً لخدمة هدفنا السامي ألا وهو بث فكرة السلام لكل الناس ولكل العشائر والحمايل والشعوب الغلبانه ؛ يا صديقي آآآآه يا صديقي عندما أخرجنا من ديارنا بغير الحق وقمنا جميعاً ننتظر حسنات هيئة الأمم وكرت المؤن وسمعنا نشيج أرواحنا المذبوحة مع صوت المطر على ألواح الزنك فوق رؤوسنا (( وكانت سقوف بيوتنا التي أعطتنا إيااها وكالة الغوث بعد الخيام البالية جميعها من الزينكو )) ،،،

آآآآآخ يا صديقي أضاعتنا النفخة يا صديقي حتى تساوينا بذل الغربة والتشريد ،،، فمتى نعود ونلعق تراب أرضنا الطهور يا صديقي ؟؟

حبيبي زياد قد بذلنا ما استطعنا من جهد لتعريف إخواننا العرب بما أصاب بلدتنا المظلومة الحزينة ووجدنا معنا أخوة لنا لربما ليسوا من عشائرنا ولكنهم منا بأرواحهم ؛ وقد سمعت قول أختنا الغالية همسه وهي إماراتية تعيش في السعودية ،،، فمرة أخرى يا ابن الأكرمين نرحب بك في بيتك يا حبيبنا ،،،

أما الأخت همسة فأنت ابنة الأصل الكريم ؛ وأنت اليوم راعية الأوله التي لا تلحق ،،، شكراً لك وحياك الله ،،،

أختي همسه : لقد كانت مساحة قريتنا قريبة من (60585) دونم أي قرابة (61) مليون متر مربع من الأراضي الزراعية وكانت لنا الأغنام والأبقاء والجمال والتجارة وكان للقرية شيوخ ووجهاء كثر وكانت لهم هيبة وسطوة وصيت في كل فلسطين وكانوا أصحاب كرم ونخوة وشهامة وفزعه ؛ وفجأة وجدوا أنفسهم بلا أرض ولا جاه ولا سلطان ، غرباء عن أرضهم لا يعرف الناس من حقهم سوى أنهم لاجئون ، ففي بلد يرون الشفقة في عيون الناس وفي بلد تتحسن عليهم الأيدي وفي بلد أخرى يطاردون ويسجنون ويعذبون ويذبحون ؛ كل السطور تعجز عن وصف ذل الغربة ،،،

ونحن اليوم كثير منا في الأردن قد حصل على الجنسية الأردنية ؛ فمنا النائب في البرلمان ومنا الأدباء والشعراء والأطباء والمهندسون بل ومنا بعض العلماء الذين سجلوا عدة براءات اختراع ،،، لقد قدمت لنا الأردن كل شيء ولا ننسى أن من شرب من البئر لا يلقي فيه حجر ؛ فلو طلبت منا الأردن أرواحنا ودماءنا ما ترددنا ولا بخلنا وكذلك كل أوطان العالم العربي والإسلامي فنحن فداء للعراق ولمكة والحرم ولليمن ولمصر ؛ بل هل تصدقين أن أبناء قريتنا المتواضعة قدموا زمن الدولة العثمانية العديد من الشهداء ضمن الجيش العثماني فكان منهم الشهداء في اليونان والبلقان والبوسنة والهرسك وقبرص وليبيا واليمن ؛ ومنهم من غادرنا للجهاد ولم يعد مطلقاً وانقطعت أخباره وعلمه عند الله ،،،،

عمي الحبيب رمضان لا تخش على أخي زياد فإنه قد وضع يده على الداء وعلم الدواء فإن أول الدواء هو الاعتراف بالمرض ،،،

حبيبي زياد الله يرحم مخاتير البلد قسموها فوقه وتحتا وبدل المختار كانوا ثلاثة أو أربعه ولما جد الجد صمدوا كبار الغلابه وماتوا فيها أما البقية فطردوا وشردوا في أصقاع الدنيا ،،،

كلنا نحرتنا الغربة والعبرة لمن اعتبر ؛ سكنا في الخيام والمغاور والكهوف مثل الإنسان الأول ووقفنا ننتظر في طوابيرالذل والعار لتلقي معونات هيئة الأمم ( علبتين سردين ، عرامين طحين ، شوية عدس حب ، قنينة زيت ) وطوردنا في الغربة فمنا الشهداء والمبعدون والأسرى والمفقودين ومنا من أكلت أقبية المخابرات العربية وكذلك الصهيونية من لحم جنبيه ،،،

ولسه بدناش نشفى من مرض النفخة ،،، في الغربة تساوت الناس فلا شيخ إلا من نحت بأظافره الصخر ليثبت ذاته ،،،

كانت جدتي رحمها الله تقول : ( يا جده إحنا اليوم ملناش لا فلحه ولا درسه لا أرض نفلحها ولا حب ندرسه ولا شلية غنم نرعاها ؛ فلحتنا ودرستنا كتابنا تعلموا يا جده تعلموا ،،، الشهادة سلاحكم ) وبالفعل كانت هذه الوصاة تتردد في كل بيت من بيوت اللاجئين ؛ فكان المعلم الفلسطيني في الجزائر والسعودية والأردن وفي كل أنحاء الخليج العربي محط تقدير واحترام ،،، ثم انتشر العلم بيننا فكان منا ولله الحمد المثقفين والعلماء في شتى مناحي الحياة ،،،