كثيرا ما تأخذنا موجة العاطفة الى آفاق شتى في بحر الحياة الزاخر بالأحداث المتسارعة حينا ساخنة وباردة حينا آخر , بطيئة حد الملل , لكنها في كل حالاتها تشدنا الى لحظة ما غارقة في عقلنا الباطن .. مرة تظل ساكنة ومرة أخرى تشق السكون الممل فتخرج على شكل رؤيا أو حلم يقظة أو " فشة خلق " على واقع هو للمرارة أقرب من أحتمال ان تجري سفينة فوق التراب !
هذا الواقع المرير المؤسف الحزين يظهر في لحظة ما نحس فيها بالفشل بالندم بالخيبة من أمل كان يرجى أن تدب فيه الحياة , حينها نحس أننا على وشك الأختناق أو الغيبوبة أو الضجر من كل ما يحيط بنا !
كثيرا ما تشكل " خيبة الأمل " غمامة قاتمة مخيفة
تجعلنا بحاجة ماسة الى منقذ يأخذ بيدنا , ينتشلنا , يحتضننا بقوة , يهمس في أذننا بكلمة حب , يلفنا بذراعية يدفئنا , فالوحدة باردة جدا , قاتلة جدا , أن البحث عن المنقذ جاري في كل لحظة ضيق وهم وكرب , بطبيعتنا نبحث عن منقذ , عمن يمدنا أو يعيد فينا حب الحياة , البحث يجري في عقلنا الباطن ! وذلك لتجاهل متعمد من أشخاص خاب فيهم الأمل أو هم على الطرف الآخر ينظرون الينا " بشماتة لئيمة " من غير سبب ظاهر او حجة منطقية !
في تلك الحالة يبرز في عقلنا شخص يحبنا ونحبة , غائبا نفتقده , مريضا نرجوا معافاته , مقيدا نرجو حريته , هو شخص قريب الى قلوبنا نأمل فيه أن يعوضنا عن حالة االفشل أو خيبة الأمل , وقد يصل تعلقنا به حد البكاء !
وسواء كنا في حالة اليقظة أو النوم فأننا نكون في حالة من الشفافية كالطيف لا هي مادية ولا هي كالهواء غير مرئية ! ثم نستفيق ببطء على واقع مكرر يبدأ من جديد !