فرق التبشير تلقي شباكها في الاحياء الفقيرة بالاردن
تقرير-محمد الفضيلات
فتحت هجرة ثلاثة شبان يقيمون في إحد الأحياء الفقيرة جنوب العاصمة الاردنية عمان الباب للتساؤلات حول الكيفية التي تمت فيها الهجرة.
الشبان الثلاثة جمعتهم أوضاعا اقتصادية صعبة ناتجة عن البطالة علاوة على انتمائهم في الأصل إلى اسر فقيرة.يقول احد المقربين منهم “فجأة ودون سابق إنذار هاجر الثلاثة إلى السويد”، يضيف “لم تكن أحلام ألهجره تشكل هاجسا لديهم”.
وليس بعيدا عن مكان إقامة الشبان تتواجد “جمعية خيرية” يقوم عليها عددا من المتطوعين الأجانب. يقول محدثنا “استطاع المتطوعون نسج علاقات مميزة مع المجتمع المحلي من خلال الخدمات التي يقدمونها”، يتابع كانوا قريبين جدا من الجميع إلا أنهم كانوا اقرب إلى الفقراء المحتاجين للمساعدة بشكل دائم.
وحول علاقتهم بالشبان الثلاث يقول كان الشبان الثلاثة من ضمن مجموعة اعتاد المتطوعين على زيارتهم بشكل مستمر، فيما كان الشبان يداومون على زيارة الجمعية.
محدثنا لا يجزم بان هجرة الشبان كان نتيجة ” لتنصرهم”غير انه يقول بعد هجرتهم ثارت علامات استفهام كثيرة.
يضيف خبر الهجرة لاقى تشكيك من قبل المواطنين حول طبيعة عمل الجمعية لاسيما وان غالبية العاملين فيها من المتدينين “المتشددين”.
وان لم يكن هناك تأكيد حول طبيعة هجرتهم إلا أن خطر الفرق التبشيرية المسيحية التي تنتشر بالمملكة بدعوى تقديم خدمات إنسانية واجتماعية دفع بالحكومة إلى التحرك مؤخرا. إذا أبعدت الحكومة ما يقرب من 40 فرقة تبشيرية سبق وان قدمت لها كافة التسهيلات للعمل على ارض المملكة على اعتبارها مؤسسات للخدمات الإنسانية.
الفرق ووفقا لبيان صادر عن مجلس رؤساء الكنائس الأردنية استخدمت الإغراءات المالية مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة لبعض الفئات لتسهيل عمليات التبشير ، ليبلغ عدد المنتمين إليهم من المسلمين بضع مئات.
اتهامات بعدم التسامح
وكانت محطة أميركية قد اتهمت في تقرير أصدرته في29 كانون الثاني الأردن بممارسة ضغوط على المسيحيين الأجانب انتهت بطرهم من البلاد الأمر الذي اعتبرته التقرير انتهاكا لحقوق الإنسان.
وقال التقرير الذي نشرته محطة Compass Direct News إن المبعدين هم من العاملين في الكنائس المحلية أو من الطلاب الذين وفدوا الأردن للدراسة في المدارس المسيحية. وأشار التقرير الى أن الحكومة رفضت تجديد تصاريح الإقامة لهم.
وطبقا للتقرير حذر احد رؤساء الكنائس المحلية من ان الإجراء الحكومي يشكل تهديدا يتمثل بتصاعد القمع ضد المسيحيين الأجانب، كما يمثل طعنا بشرعية الكنيسة المحلية.
التقرير لم يقف عند هذه الحدود، بل زاد أن اتهم المخابرات باستجوابهم حول النشاط التبشيري، كما تطرق التحقيق إلى السؤال حول إذا ما عقد المرحلون اجتماعات دينية للمسلمين.
تهديد الأمن القومي
الرد الأردني الأول جاء على لسان مجلس رؤساء الكنائس الأردنية إذ رأت في الفرق المرحلة تهديدًا للأمن القومي في الأردن، وحذرت في البيان الذي أصدرته ردا على التقرير ان تلك الفرق “تثير النعرات الدينية بين المواطنين، ولا تحترم حرية الضمير، وتضع الفتنة بين المواطنين مسيحيين وبعضهم البعض وبين المسيحيين والمسلمين“.
وكشفت “أن هذه الفرق التبشيرية الدخيلة على المسيحية أخذت تحاول أن تفرض ذاتها بكل الوسائل؛ لأنها مدعومة سياسيا وماليا من بعض الدول“، لم يحددها البيان بالاسم.
وأضافت أنها “تمكنت من استمالة بعض المواطنين نتيجة للخدمات والإغراءات التي قدمتها وما تزال تقدمها“.
وفيما يتعلق بسبل مواجهتهم والتصدي لهم، أشار بيان مجلس رؤساء الكنائس الأردنية إلى أنه كان قد حذر الحكومة عدة مرات من خطورة تلك الجماعات التبشيرية على المسيحية في الأردن وعلى العلاقات المسيحية الإسلامية.
ورفضت الكنائس الأردنية القول بأن المسيحيين بالأردن في خطر، وشددت على”أن المواطنين المسيحيين في الأردن يعيشون حياتهم العادية في مختلف المدن والقرى، بكل أمان واطمئنان ويقيمون علاقات اجتماعية جيدة مع المجتمع الإسلامي”.
التبشير غير شرعي
راعي الكنيسة الارثوذكسية في عمان الأب إبراهيم دبور قال ..إن الهدف الحقيقي للفئات التبشيرية غير المرخصة هو
” إقناع العالم بان إسرائيل كحكومة ودولة موجودة بإرادة الله، والله يرغب لها البقاء ومن يخالف ذلك يخالف إرادة الله “،علاوة على ذلك يضيف من الأهداف الأخرى ” إضعاف الوجود المسيحي وتهجيره“.
ويشير دبور إلى استغلال تلك الفئات للفقر الذي يعانيه سكان المخيمات وحاجة الشباب للهجرة، إضافة إلى استغلال الحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشها عدد من اللاجئين العراقيين.
عضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي الدكتور عودة قواس قال جاء البيان الصادر عن رؤساء الكنائس في عمان ليوضح موقف مسيحيي الشرق والأردن بأن الأردن ليست موقع تبشيري.
و يقول المجتمع الأردني مجتمع محافظ ينبذ بذور الفتنة، مشيرا في الوقت ذاتيه إلى أن عددا من الفئات التبشيرية رخص لها للعمل في الأردن على شكل هيئات ثقافية واجتماعية غير أنها ترعرعت مستغلة تلبية الحاجة المادية والمعنوية للفقراء والمحتاجين .
وأضاف ” تلك الفرق لا تؤمن بالعقيدة المسيحية وعقيدتهم مشكوك فيها”.
وقال الحكومة بترحيل تلك الفئات إنما تصحح المسار لأنها من منحتهم القدرة على الانبثاق والتواجد.
وكان قد أعلن المتحدث باسم الحكومة الاردنية ناصر جوده إن قرار التسفير جاء بعد مراقبة حثيثة لأنشطة تلك الفئات وقال “الحكومة تتابع منذ فترة هذه النشاطات غير القانونية والأشخاص القائمين عليها”.
ويشكل المسيحيون نسبة 4% من مجموع سكان الأردن البالغ نحو6 ملايين نسمة.
بين الشك واليقين
هجرة الشبان الثلاثة ما تزال تتراوح بين الشك “بتنصرهم” والهجرة الطبيعية، على الرغم من النظرة المتشككة لرحيلهم المفاجيء يقول شقيق احدهم “هاجر أخي كما يهاجر كل الناس”.
إلا أن خليل 72 عام متيقن من أن ابنه محمد الذي هاجر قبل 7 سنوات قد تنصر.
يقول عمل ابني في مجال الصيانة لدى إحدى الإرساليات التبشيرية في عمان مدة ثمانية شهور، يتابع بعدها اخبرنا انه سيسافر للعمل مع الإرسالية في احد الدول الإفريقية إلا انه اتصل ليقول انه يقيم في هولندا.
يتابع استمر اتصاله بناء اشهر قليله اخبرنا خلالها بعدم عودته، يقول كان مفاجئة كبيرة ان يقول انه ” تنصر”، مفاجئه على الرغم من انه لم يكن ملتزم دينيا.
يختم لم يعد لدينا ابن اسمه محمد منذ ان اخبرنا انه “تنصر” لم نحاول الاتصال به وهو لم يتصل.
منقول عن موقع البوابة