( حقيقة المتسادا ،،،)
هذا .... ومما يذكره التاريخ القديم ... أن اليهود تمردوا على الإدارة الرومانية عام 66 ميلادية ، بقيادة ( العازار بن الكاهن ) فضربهم الإمبراطور الروماني ( نيرون ) بالنيران وأرسل إليهم القائد ( فلافيوس ) عام 67م وتبعه ابنه ( طيطس ) مع جيوشه من مصر فاخضع شمال فلسطين واتخذ ( عكا ) مقرا له واحتل عام 68م الغور ونابلس وجنوب فلسطين وتقدم إلى حصار القدس ( لإخضاع اليعازار ) وحينذاك تم استدعاء ( فلافيوس ) لتولي الملك والإمبراطورية في روما بعد أن نصبه جنوده إمبراطورا خلفا لنيرون الذي مات منتحرا عام 68م فسار ( فلافيوس ) إلى قيساريا تاركا أمر الحصار والحرب لإبنه القائد الروماني ( طيطس ابن فلافيوس ابن فاسباس يانوس ) الذي حاصر ( أور شليم ) كما يسميها اليهود ( أي القدس ) بمعنى ( أور شالم ) أي مدينة السلام ... أو مدينة القائد سالم .. وهذا الاسم بالمناسبة اسم عربي ( كنعاني قديم ) للمدينة التي أسسها العرب ( اليبوسيون ) قبل أكثر من 4000 عام ..
فحاصرها ( طيطس ) الروماني عام 70 ميلادية .. بحيث كان اليهود يعيشون فيها باستقلال ذاتي خاضع للإدارة الرومانية المباشرة ... و اشتد الحصار إلى أن تمكن الرومان من دخول المدينة واقتحامها من باب ( الساهرة ) شمالا .. فأحرقوا المعبد الذي بناه أو رممه ( هيرودس ) .. بحيث أمعن الرومان فيهم قتلا وتشريدا , وذلك بمساعدة ( عملاء ) من بين اليهود ( عرف منهم اغريبا الثاني ) فقتل من قتل وأسر من أسر وهرب من هرب واستسلم من استسلم ...
وعلى أثر هذه الهزيمة تمكن قائد يهودي يدعى ( اليعازار ابن يائير ) ومعه ( شمعون بارجبورا ) من قيادة فلول اليهود الهاربين في نفس العام .. وقيل انه بعد 3 أعوام .. من عام تدميرهم .... واتخذ القلعة ( متسادا ) على رأس الجبل الغربي لبحر ( الملح ) كما يسميه اليهود ( أي البحر الميت ) حصنا و مقرا لقيادته ..
فتقدمت الجيوش الرومانية لإخضاع القلعة ومن بها من اليهود وكان عددهم حسب روايتهم ( 1000 ) وطالبهم الرومان بالإستسلام ، إلا أن اليعازار رفض رفضا قاطعا ... فحاصرهم الرومان وشددوا الحصار إلى أن اقتحموا عليهم ( جبل متسادا ) فعمد اليهود بعد إذن قائدهم لقتل أنفسهم بأنفسهم ( انتحار جماعي ) على أن لا يقعوا أسرى أو قتلي بأيدي الرومان ... فما إن وصل الجيش الروماني إلى القلعة وجدوا أن جميع اليهود ( رجال ونساء وأطفال ) قد انتحروا انتحارا جماعيا ..
فاعتبر اليهود أن هذا العمل الجرئ عملا بطوليا مشرفا لهم ( على حد تعبيرهم )
وأضحت القلعة واسمها رمزا لعزة وبطولة الصمود اليهودي ( كما يراه المؤرخين )
منقووول ،،،