ارتفاع الأسعار والغلاء ؛ فرصة الثورة على الذات

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

رغم كل النكبات الاقتصادية التي تمر بها مجتمعاتنا العربية عامة إلا أنها لا زالت تمارس الكثير من عاداته الجاهلية في الكثير من مناسباتها ؛ سواء في أعراسها او مآتمها أو حفلاتها ،،،

أليست الفرصة الآن سانحة لتغيير الذات دون حرج من أحد ؟؟!!! فلماذا حفلات البذخ والتبذير والكبر على خازوق !!!

في الماضي كان الأهل يضعون بيتاً من الشعر أمام بيوتهم ويقومون بعمل قرى الضيوف ووليمة العرس أو وضيمة المأتم ؛ ثم بحجة الضيق وازدحام المباني تم تبديل هذه العادة باستئجار الصالات وتبديل الغداء بكرات الأسفنج المسمات بالـ كيك ،،، ولكن هذه العادة انزلقت بنا إلى عادات سلبية كثيرة وصلت حد التنافس في أسماء هذه الصالات وبهارجها وديكوراتها وخدماتها ورقصاتها واختلاطها (رقص العرسان سلووو ومش عارف شووووو) ،،، وتطور الأمر إلى استئجار الصالات المذكورة عدة مرات لنفس العروسين فمرة للطلبة ومرة لخطبة ومرة لسهرة الحناء ومرة للزفاف ،،، وبألف دينار ألعاب نارية !!!! والتقليد قادم والباب مفتوح والحبل على الجرار ،،، شباب لا تقدر على تكاليف الزواج ،،، عنوسة وفساد أخلاق وانحراف ،،، وأزواج لا يستطيعون سداد ديونهم أو أداء واجباتهم المنزلية ،،، وزوجات حالمات لا تجد ما يكفي أو من يحقق طلباتها ،،، فأين تتجه ،،،، ويسألونك لماذا ازدادت حالات الطلاق ،،،

أما المأتم فالنبي عليه السلام يقول (اصنعوا طعاماً لآل جعفر ) أي أن الناس تكرم أهل المرحوم وتصنع لهم الطعام وليس كما هو الحال في عاداتنا يموت الرجل ويستدين الأهل والأبناء فهذا غداء اليوم الأول وهذا يوم ثاني وهذا عشاء يوم ثالث وغيره ،،، والناس ليسوا في قدرتهم المادية سواء ولكن يا سواد الوجه وضياع الهيبة ،،، ولا تنسو ملاتيت الأربعين ،،، وحذار أن لاى تكون بالزيت البلدي !!!! وتباً له من قال : ( هذي بدعه) !!! بل لقد رأيت الكثير من الأرامل المسكينات وهن يستدن ثمن غداء المرحوم من أيدي الناس ويستدنّ بعدها لأعوام من أجل سداد تكاليف عزاء المرحوم ،،، ( وشوووو يقولوا الناس عنا ) ؟؟؟!!!!

يااااااا أيها الناس ؛ ارحموا أنفسكم !!!! حرام تكاليف الأعراس ،،، تكاليف السيارات والمعازيم والمآتم ،،، الخ ،،،

تعالوا نطلقها صرخة مدوية ،،، أعيدو النظر في الكثير من عاداتنا ،،، فليست هي قرآن يتلى ولا سنة نبوية نعاتب عليها !!!! وابحثوا في التراث عن العادات الحميدة بعداً عن التفاخر والمباهاة ،،،

فعن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال : (( كنا زمن النبي عليه السلام يضحي الرجل عنه وعن آل بيته ،،، ثم تباهت الناس ) !!!! أجل تباهت الناس وتفاخرت !!!!
ويبقى السؤال الواجب الطرح

أخي ابو سيف الدين .. بارك الله فيك وسدد خطاك وألهمك الحكمة
نعم وألف نعم لمراجعة الذات والعادات النشاز التي أبتليت بها المجتمعات الأسلامية .. وأقول الأسلامية لأننا نعيش في بيئة كل بطاقات الأحوال المدنية فيها أسلامية !!
وأنا أقترح أن يكتب في خانة الديانة " ها ها لا أدري " ذلك أسلم
خلينا ندخل موضوع ف موضوع .. حين تقدم طلب الحصول على بطاقة التعريف بك " الهوية " تكتب من غير أكراه في خانة الديانة " الأسلام " ثم توقع على الطلب أنه تم بموافقتك وبعلمك وأنك تتحمل مسئولية ما كتبت .. ماذا يعني هذا الكلام .. يعني أنك تقر وتعترف بأن دينك الأسلام .. الآن أذا ما تصرفت بعكس ما كتبت ولم تقم شرع الأسلام في حياتك في كل صغيرة وكبيرة في نيتك الغائبة عن أعين الناس فأنت لست مسلما ولو حصلت على ألف هوية ولو شهد لك أهل الأرض أنك مسلم وأنت لا تقيم شرع الله عز وجل في بيتك ووظيفتك وعيادتك " أنت لست بمسلم .. فالدين المعاملة وليس الدين في المسجد .. لنا عودة
! بهذا الشأن من خلال الردود
أبواب كثيرة ذكرتها أخي أحمد تشير الى أن هذا الذي يجري يقع ضمن الغلو في المباهاة والغلو في الكبر والغلو في الجهل بسبب أن الغلو بكليته أساسه الجهل .. وأن الأنسان لو كان " مؤمنا حقا " أنتبه لهذه الكلمات ,, لو كان مؤمنا حق الأيمان لما تجرأ على الله وكلف نفسه أكثر من طاقتها .. حين يكون مسلما ويقرأ قول الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) يجب أن يفهم بأنه لا أثم عليه ولا يسأل أذا ما أنفق ضمن طاقته .. ومن يملك المال ويقول طاقتي أكبر .. نقول له صحيح طاقتك أكبر , ولكن طاقة أخيك ليست كبيرة كي تجاريك .. نقول له هذا الأسراف وهذا التبذير بقصد المباهاة أمام عيال الله الذين لا يملكون ما تملك هو جرح لهم وبسببه تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء وتنشأ الأحقاد وينشأ الحسد والذي هو على النقيض من تعاليم الأسلام .. المسلم أخو المسلم .. فكيف يكون تعاملك مع أخيك .. والشيء الآخر .. هذا المال من أين أكتسبته وأين وأين أنفقته .. وأعلم أخوي أحمد أن " نية المسلم أبلغ من عمله .. وأعتقد أن كل ما ذكرته عن الحفلات والصالات لا يمت للدين بصلة !!!!!!
وأنما هي الأهواء تتحكم في سلوكنا .. وأن لم نراجع أنفسنا ونتوب فقد تهلكنا .. توردنا المهالك .. ( ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله ) وهدى الله لا يكون في التصرف وفق الهوى والمزاج ,, وأنما وفق الشرع .. الملخص هو أننا أن أردنا التخلص من هذه الآفة .. آفة الكبر والمباهاة والأسراف , علينا العودة الى شرع الله والا فكل المحاضرات والأجتماعات والوثائق التي تكتبها العشائر وتوقع عليها , في الحقيقة هي لا تساوي القلم الذي كتبت به والله أعلم

بالفعل ياعم : ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ،، ولكن ماذا تقول لمن يكلف نفسه فوق وسعها ،،،

ياعم نحن بحاجة ماسة لرجل من الكبار شجاع يبدأ بنفسه فيلغي الكثير من هذه العادات الجاهلية علانية دون مواربة ولا خجل من الناس واللي مش عاجبه يحكي ما طاب له !!!

وصل الأمر المضحك من حب المباهاة بين بعض العرسان أن يستأجروا من الصالة قالب (جاتوه) بلاستيك كي تلتقط لهم الصور التذكارية بجانبه ومعهم السيف يقطعون الكعكة الوهمية بشكل مضحك فإلى هذا الحد بلغت عملية تكليف النفس فوق طاقتها وحب المباهاة الكاذبة !!!!!

بصدق ينبغي إعادة النظر في هذه العادات برمتها بل نبذ وتقريع من يلوم الشخص الذي يقوم بمناسباته ضمن طاقته المتواضعة وفي حدود قدرته ، وكذلك تقريع من يحمل نفسه فوق طاقتها !!!

بسم الله .. التغيير الجماهيرى لا ينتظم بين صبح ومساء ,, يلزمه وقت .. وأرادة .. وتصميم .. وهو يبدأ بالقدوة .. والله أحنا عايزين قدوة .. أحنا فقراء .. معندناش قدوة .. فكرك ننزل ولادنا ع الشارع .. لله يا محسنيين .. قدوة صالحه لله .. تعرف تقول سلم علي لما قابلني سلم علي ولدي يا ولدي سلم علي وأجرك على الله والسلام

» [ فتفوته مصريـــــــة ]
» يوميات الثورة المصريه
» يوميات الثورة السورية
» صور من ذاكرة الثورة السورية !
» بعد مرور58عاما على الثورة على لم يتزوج انجى

ارتفاع الأسعار والغلاء ؛ فرصة الثورة على الذات

ارتفاع الأسعار والغلاء ؛ فرصة الثورة على الذات :: تعاليق

ارتفاع الأسعار والغلاء ؛ فرصة الثورة على الذات

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة