مصر: حملة للدفاع عن ضحايا تعذيب الشرطة
مفكرة الإسلام: أعلن عدد من النشطاء والحقوقيين المصريين حملة لإجراء تعديل تشريعي، بهدف الحصول على حقوق المواطنين الذين تعرضوا للتعذيب والتنكيل على أيدي رجال الشرطة.
وانتقد النشطاء بعض مواد قانون الإجراءات الجنائية وقانون العقوبات المصري التى يتستر وراءها من يقوم بالتعذيب من رجال الشرطة، حيث قالت مها يوسف - المحامية بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب – خلال المؤتمر الذي عقدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء أمس، لإحياء اليوم العالمى لمناهضة التعذيب أنه يتزامن مع حملة التعديلات التشريعية مع إطلاق حملة موازية لجمع توقيعات المواطنين للمطالبة بإقرار تلك التعديلات.
وطالب النشطاء بضرورة الضغط على الحكومة للتوقيع على جميع البروتوكولات الخاصة باتفاقية مناهضة التعذيب، وتعديل المادة 126 التى قصرت تعريف التعذيب على ممارسة الاعتداء على المتهم بقصد إجباره على الاعتراف بجريمة معينة، وإعادة صياغة مفهوم التعذيب، بما يتماشى مع إقرار المفهوم المعترف به فى الاتفاقيات الدولية بأن "كل اعتداء يتم من قبل موظف عام على أى فرد فى المجتمع"، وإضافة مادة لتعيين قاضى للتحقيقات فى قضايا التعذيب.
موقع إلكتروني للحملة:
وأطلق النشطاء موقعًا الكترونيًا بعنوان: "لن نسكت، لن نتصالح، لن ننسى" ويتضمن الموقع خريطة كاملة لأقسام التعذيب فى مصر، مع تخصيص خط ساخن للتواصل مع المواطنين.
كما وقف النشطاء دقيقة حداد على روح كافة شهداء وضحايا التعذيب، وعرضوا خلال المؤتمر فيلماً تسجيلياً تحت عنوان "رامى تمى الأمديد" يسرد قصة شاب تعرض للتعذيب لمدة 4 أيام داخل قسم الشرطة من خلال صعقه بالكهرباء للإجبار على الاعتراف بجريمة قتل لشخص ما وانتهى الأمر بالحكم على الشاب بـ15 سنة سجن، و تضمن الحفل عرض بعض الفقرات الفنية المناهضة للتعذيب لفرقة "الأورومو" و"اسكندريلا".
تظاهرة مناهضة للتعذيب بالاسكندرية:
وفي سياق متصل قاد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يوم الجمعة، تظاهرة مناهضة للتعذيب ضمت قرابة أربعة آلاف شخص، رددوا هتافات تنادي بوقف التعذيب وإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، وعبروا عن دعمهم لدعوة المدير السابق للوكالة الدولية من أجل “تغيير” نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة في مصر منذ 29 عاماً.
واحتشد المتظاهرون وسط حصار أمنى مشدد فرضه مئات من عناصر قوات مكافحة الشغب أمام المسجد فور انتهاء صلاة الجمعة وحيوا البرادعي بالتصفيق الحار عند خروجه من المسجد وانضمامه إليهم .
وشارك في التظاهرة شباب من حركة “6 إبريل” الذين التفوا حول البرادعي وأصبحوا النواة الصلبة لحملته، وشبان من جماعة الإخوان المسلمين وممثلون لمختلف القوى السياسية المعارضة من بينهم رئيس حزب الغد أيمن نور والنائب الناصري حمدين صباحي والعديد من المثقفين، وناشطات مصريات أسسن أخيرًا حركة “نساء من أجل التغيير” التي تدعم البرادعي.
وكان المتظاهرون يحملون لافتات كتب عليها “انتقم اللهم ممن قتل خالد سعيد” و”البقاء لله في الحريات”، و”لا لحكومة تقتل الأبرياء” و”خالد يا شهيد دمك مش حيروح أكيد” .
كما ردد المتظاهرون، الذين رفعوا صور خالد سعيد محاطة بالورود، شعارات أبرزها “لا عادلي ولا حبيب، أرحل يا وزير التعذيب”، و”اللي يضرب أهله وناسه يبقى عميل من ساسه لرأسه”.
صيحة التغيير:
وقال أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة إن “الصيحة التي سمعناها تدوي بقوة اليوم هي صيحة التغيير”. وأضاف: “أعتقد أن الرسالة وصلت بامتياز” . وتابع “رأينا اليوم مشهداً مهيباً وأظن أن عشرة آلاف شخص شاركوا، فضلاً عن آلاف آخرين منتشرين في الشوارع المحيطة بالمسجد التي أغلقتها قوات الأمن” .
وكان البرادعي قدم تعازيه إلى عائلة الشاب خالد سعيد (28 عامًا) من الإسكندرية، الذي تؤكد منظمات حقوقية أن الشرطة ضربته حتى الموت، قبل أن يشارك في تظاهرة مناهضة للتعذيب.
وحسب شهود عيان فان الشاب اقتيد خارج مقهى للإنترنت في الإسكندرية بعد رفضه الخضوع لتفتيش عناصر شرطة مدنيين، ثم تعرض للضرب المبرح في الشارع.
وأكد مركز النديم لحقوق الإنسان أن العناصر الأمنيين “جروه بالقوة إلى خارج المقهى حيث ضرب في الشارع حتى الموت”. ودعت منظمة العفو الدولية إلى “تحقيق فوري ومستقل” حول مقتل خالد “عندما كان في عهدة القوات الأمنية”.
وبعد تقديمه التعازي لأهل المتوفى، أدى البرادعي صلاة الجمعة في مسجد حي سيدي جابر وسط حراسة أمنية مشددة.
وقطعت الشرطة بسياراتها وآلياتها الأزقة المؤدية إلى المسجد، في حين انتشر في المكان مئات من عناصر قوات مكافحة الشغب تحسبا لاعتصام صامت احتجاجًا على عنف الشرطة يقوده البرادعي إثر الصلاة.
تقرير إدانة:
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان أكدت ليل الخميس/الجمعة، أن على مصر أن تحاكم اثنين من رجال الشرطة في قضية الشاب، مشيرة إلى أدلة قوية على أنهما ضربا خالد سعيد حتى الموت.
وقدم شهود عديدون للمنظمة روايات تصف كيف قتل سعيد (28 عاما) في مدينة الإسكندرية في السادس من يونيو. وأبلغ حارس المبنى المجاور للمقهى المنظمة أن الشرطيين جذبا سعيد من شعره وضربا بعنف رأسه في الباب الحديدي للمبنى ثم كررا ذلك على درج السلم الرخامي عند المدخل . وأضاف أنهما استمرا يضربانه إلى أن توقف عن الحركة.
وقال جو ستورك نائب مدير “هيومن رايتس ووتش” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “نتائج التشريح التي أوردها التقرير لا تجيب عن سؤال رئيسي واحد: كيف لحق بجسد سعيد هذه العلامات المروعة للضرب المرعب التي تتفق مع روايات العديد من الشهود”.
وأبلغ ابن صاحب مقهى الانترنت المنظمة “آخر شيء قاله خالد “أنا بموت” لكنهم لم يتوقفوا، خالد توقف عن الحركة لكنهم واصلوا ركله قائلين “أنت تتظاهر انك ميت”.